هل يندمل ″الجرح″ بين الكتائب والقوات في البترون؟… مرسال الترس

يُجمع المراقبون والمتابعون على أن ما سيجري على هامش الانتخابات النيابية المقبلة عبر القانون النسبي يندرج في إطار الصدمة التي ستواجه جميع الافرقاء على خلفية أن معظمهم لم يستوعب جيداً التغييرات التي يمكن ان تحدث لجهة النتائج أو الاحجام، واذا استوعبوها فانهم على إرباك بكيفية التعاطي معها كحلفاء وخصوم في نفس الوقت، فهم مضطرون للتحالف من  أجل تخطي العتبة الانتخابية، وفي الوقت نفسه سيبذلون جهوداً خارجة عن المألوف للتشبث بالاصوات التفضيلية التي شبّهها أحد الخبراء في صياغة وتفسير القوانين الانتخابية بانها “كالسمكة القادرة على الافلات من اليد التي اعتقدت أنها أمسكتها”.

وفي هذا السياق يبدو قضاء البترون الذي هو أحد الاضلع الاربعة للدائرة الثالثة في الشمال (التي سترسم ملامح رئيس الجمهورية المقبل) كحقل اختبار في كيفية تظهير التحالفات التي ترتفع وتهبط مؤشراتها وكأنها تمر في مجال جوي شديد الخطورة لما يتضمن من مطبات، وأمام الحلفاء والمرشحين ثلاثة احتمالات: إما أن يطيروا فوقها أو تحتها أو يواجهونها مع كل ما قد يترتب من مفاجآت.

فاذا اخذنا بعين الاعتبار قيام تحالف انتخابي بين تيار المرده والنائب بطرس حرب على خلفية الزيارة العائلية التي قام بها النائب سليمان فرنجيه الى تنورين الصيف الفائت. فكيف سيتصرف الآخرون؟

الثابت حتى الساعة أن التيار الوطني الحر سيشكل لائحة في هذه الدائرة تكون قادرة على إيصال رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل الى الندوة البرلمانية الى جانب آخرين.

 أما حزبا الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية وكقوتين مؤثرتين في القضاء المذكور فلدى كل منهما رؤية منفصلة في الشكل والمضمون:

فالكتائب طامحة لاستعادة مقعد البترون الذي آل اليها في العام 1968 عبر الراحل جورج سعادة الذي تولى لاحقاً رئاسة الحزب، واستمر بعهدتها أربعاً وعشرين سنة، ولذلك يطمح الحزب لاستعادة المقعد لاحد ممثليه في المجلس النيابي  النائب سامر سعادة المصّر على الترشح بين أهله (وليس في دائرة طرابلس كما هي الحال عام 2009) وذلك من ضمن سلة يبحث في ترتيبها مع القوات اللبنانية التي ترى ان افضل طريق لمواجهة التيار الوطني الحر وتمدده هو التحالف مع الكتائب، بالرغم من كل ما سُجل بينهما من سلبيات وتنافر منذ انطلاق القوات اواخر سبعينات القرن الماضي من لدن الكتائب.

ولأن القوات قد وضعت يدها على أحد مقعدي البترون منذ انتخابات العام 2005 متكئة الى تحالف قوى 14 آذار، فانها ستسعى لعدم التخلي عنه بسهولة، مع الاشارة الى أن شد الحبال وامكانية تبادل المقاعد والاصوات التفضيلية بين الطرفين لن يقتصر على هذا القضاء فحسب، بل سيمتد الى كسروان – جبيل وبيروت وبعبدا وجزين وشرق صيدا وزحلة وصولاً حتى المتن عرين آل الجميل.

فهل ستنجح هذه الانتخابات في تضميد الجروح غير المندملة منذ اربعة عقود، أم ستظل مفتوحة ويعمد كل منهما الى عض اصابعه على طريقته؟ والجواب لن يتخطى فترة الشهرين حين تنتهي مهلة الترشح.  

Post Author: SafirAlChamal