لم تجد فاعليات منطقة الجومة وبلدياتها أية خيارات سوى اللجوء الى رفع الصوت والاعتراض على طريقة تعاطي مؤسسة مياه لبنان الشمالي مع التقنين القاسي والسحب الجائر للمياه من منطقة الجومة التي تضم (18 بلدية).
لذلك وجه رئيس إتحاد بلديات الجومة فادي بربر دعوة لرؤساء بلديات الجومة ومخاتيرها للاعتصام ورفع الصوت يوم غد الأحد من أمام محطة العيون التي تضخ المياه لمناطق الشفت وحلبا ومنطقة ببنين، لعل الصرخات تبلغ مسامع مؤسسة مياه لبنان الشمالي، التي لم تتحرك لايجاد حلول للأزمة عقب تفاقمها منذ سنوات وإرتفاع صرخة المواطنين أكثر من مرة.
وقد بات واضحا أن أزمة المياه في الجومة لا تزال على حالها بالرغم من المناشدات المتكررة التي لم تلق آذانا صاغية لدى المؤسسة التي لم تبادر لايجاد حل للبلدات الواقعة خارج الجومة، التي تتغذى بمياه الشفة من آبار محطتي مياه العيون وعين يعقوب، الأمر الذي ترك أثرا سلبيا على مخزون المياه في المنطقة، التي باتت تشكو من العطش بالرغم من كونها تعوم على خزان من المياه الجوفية متمثلة بالينابيع والأنهر الرئيسية التي تنبع من أعالي القموعة.
ويطالب بربر وزارة الطاقة والمياه بالتدخل والسعي عبر حث مؤسسة مياه لبنان الشمالي بايجاد حل للبلدات الواقعة خارج الجومة، مؤكدا ″ان منطقة الجومة تعاني منذ عشرات السنين من مشكلة جفاف الينابيع الكبيرة والصغيرة التي كانت تشكل المصدر الرئيسي لمياه الري والشفة، وهي حق مكتسب لابناء الجومة حصرا، ما ادى الى تراجع الانتاج الزراعي وهجر عدد كبير من المزارعين لأراضيهم، وذلك بسبب الاستنزاف الحاصل نتيجة الضخ المتواصل للمياه الجوفية في محطة العيون″.
ويشدد بربر ″على ضرورة إيجاد حلول بديلة للبلدات الواقعة خارج الجومة عبر اقامة محطات فيها، مؤكدا أن قلة المتساقطات هذا العام يضعنا في قلب المشكلة لأننا لسنا مضطرين لتحمل عبء تأمين المياه لمناطق أخرى من عكار″.
ويلفت الى ″أن ما يجري يعدّ إستفزازا لاتحاد بلديات الجومة وللأهالي، إذ أن إجتماعات سبق أن عقدت مع المسؤولين المعنيين، حيث جرى شرح النتائج الكارثية المترتبة عن ضخ المياه من محطة العيون، وتلقينا العديد من الوعود العرقوبية التي لم ينفذ منها أي شيء، لذلك كله نحن مضطرون للمطالبنا بحقنا الطبيعي ورفع الظلم عن أهلنا لأنهم أولى بخيرات الجومة ومياهها، مؤكدا أن ثقتنا كبيرة بوزير الطاقة سيزار أبي خليل ونحن نطالبه اليوم بالتدخل لمساعدتنا على ايجاد الحلول المناسبة″.
