عين الحلوة.. ما هي رسالة المجموعات المسلحة؟… عمر ابراهيم

أعطت التطورات الاخيرة التي شهدها مخيم عين الحلوة على خلفية توقيف الجيش اللبناني زوجة المطلوب بلال بدر، مؤشرات حول موازين القوى المسيطرة داخل هذه البقعة الجغرافية التي تتداخل في رسم مستقبلها ومصيرها عوامل محلية واقليمية، كانت ولا تزال تشكل العقدة والحل في تعاطيها مع ملفاته الامنية والاجتماعية والمعيشية الشائكة.

كما أعطت هذه التطورات دلالات واضحة عن صعوبات قد تواجه ملف التسوية الجاري العمل عليه لانهاء ملف المطلوبين، من خلال تسليم أنفسهم للدولة اللبنانية او هروبهم الى سوريا، خصوصا إن لم تكن التسوية منسجمة مع ما يصبون إليه أو يطالبون به.

لا شك في أن الانتشار العسكري اللافت الذي شهده المخيم بعيد توقيف براء غالب، هو من بين المؤشرات التي تعطي المجموعات الاسلامية المصنفة ″ارهابية″، مكانة لا يستهان بها في خارطة توزيع القوى المؤثرة في قرار المخيم والفاعلة عسكريا، الامر الذي يخالف كل ما كان يثار مؤخرا عن ان هذه المجموعات فقدت الكثير من مكامن قوتها وأصبحت تبحث عن ملاذ آمن خارج لبنان أو تسويات لأوضاع المطلوبين فيها، لا سيما بعد إنتهاء معارك الجرود بالتسويات التي افضت إليها مع حزب الله، وقضت بخروج عناصر تنظيمي داعش والنصرة.

وربما ما زاد من الإفراط في الحديث عن تقهقر تلك المجوعات، هو عمليات تسليم بعض المطلوبين أنفسهم للدولة اللبنانية وهروب آخرين على لائحة قائمة المطلوبين الخطرين من داخل المخيم الى سوريا، ومن بينهم اللبناني شادي المولوي وقبله المصري أبو حطاب، وآخرهم الفلسطيني بلال بدر، والذي جاءت افادة زوجته في التحقيق لتؤكد هروبه، إضافة الى بيانه الذي شكر فيه كل من نصر زوجته، وتأكيده بانه اصبح في سوريا، فضلا عن غيابه عن الظهور مع المسلحين اثناء توقيف زوجته.

هروب بلال بدر الذي يعتبر من بين ابرز المطلوبين، كان وفق كل المتابعين متوقعا او جرى العمل عليه لانهاء ملفه والالتفات الى ملفات أخرى، في وقت رجحت فيه مصادر ان لا يكون هروبه مرتبط بتسوية، وانه استطاع الخروج بمبادرة منه ومساعدة اخرين، خصوصا أن شكله غير معروف للكثيرين كونه لم يكن من هواة التقاط الصور الشخصية، وسط معلومات غير مؤكدة يتم التداول بها في المخيم ومفادها أن المطلوب هيثم الشعبي خرج قبل شهر من المخيم ومن ثم عاد إليه.

يمكن القول إن الاستعراض العسكري الذي ظهر في تلك الليلة، قد يدفع البعض الى اعادة حساباته، والى التعاطي مع هذه المجموعات بواقعية اكثر، وعدم الايحاء بان هذه ″الظاهرة″ شارفت على الانتهاء، اقله في الوقت الراهن، خصوصا بعدما شاهد أبناء المخيم كيف تمكنت من تجميع صفوفها.

Post Author: SafirAlChamal