مع بداية كل عام، تشعر طرابلس بغصة الفراق التي تركها رحيل الرئيس عمر كرامي الذي فقد لبنان بغيابه نكهته السياسية، بينما فقدت الفيحاء زعامة إستثنائية، وصمام أمان حافظ على حضورها رأسا في المعادلة السياسية اللبنانية.
ثلاث سنوات على غياب عمر كرامي، لكن حضوره يبقى أقوى بالمبادئ التي أرساها والعصية على كل الاغراءات وإثارة الغرائز والتحريض، والتي يتمسك بها ويسير عليها حامل أمانته فيصل كرامي.
ثلاث سنوات على غياب عمر كرامي المسالم الذي لم تتلطخ يديه بالدم، والمتعالي عن كل الضغائن والأحقاد، والذي سعى دائما الى نزع فتائل التفجير لحماية طرابلس وأهلها، ولعل حادثة تعرّض الوزير فيصل كرامي لمحاولة إغتيال يوم كانت طرابلس تحت رحمة التحريض السياسي والسلاح المتفلت، أكبر دليل على ذلك حيث سارع الى إحتواء الغضب الكرامي في الشارع، وتعالى عن الجرح، وردد مقولته: ″طالما فيصل بخير.. فنحن نسامح″.
ثلاث سنوات على غياب عمر كرامي المعجون بالوطنية وبقضية فلسطين التي لم تفارق نبضه السياسي، والمدافع عن طائفته بقدر دفاعه عن العيش الواحد بين الطوائف والمذاهب.
ثلاث سنوات على غياب عمر كرامي، لكن نهجه لم يغب، بل بقي حاضرا متوقدا من خلال نجله فيصل كرامي الذي يتمسك بـ″كتاب″ الثوابت والمبادئ الذي وضعه ″الأفندي″ ويسير عليه بكل أمانة، لاكمال المسيرة السياسية التي تلقى كل الدعم والاحتضان في طرابلس وفي كل لبنان.
خلال سنوات ثلاث خلت، حافظ “حامل أمانة عمر” محاطا بوالدته مريم وشقيقه خالد، على ″العصب الكرامي″ الذي يتنامى، ويسير على الوصايا والعهد والوعد الى جانب فيصل كرامي الذي يخوض غمار السياسة تحت شعار “الكرامة” كرامة الوطن، وكرامة الطائفة، وكرامة طرابلس، وكرامة هيبة الرئاسة الثالثة والمواقع السنية في الدولة، إضافة الى الكرامة العربية المتمثلة بفلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
يكمل فيصل كرامي مسيرة ″الأفندي الزعيم″ وفق سياسة اليد ممدودة الى الجميع، باستثناء من إمتدت يده لاغتيال رئيس حكومة لبنان العامل عمه الشهيد رشيد كرامي، من خلال التمسك بالشعار الذي أطلقه والده الرئيس عمر كرامي ″لم نسامح ولن ننسى″.
يسعى الأفندي الابن الى أن يكون سر أبيه، في الحفاظ على وحدة الشمال، والتلاقي على مصلحة طرابلس لتبقى مدينة الانفتاح والتنوع، المتمسكة بثوابتها الوطنية والقومية والعروبية، وليكون بذلك خير خلف لخير سلف.
