لا عروض عسكرية في مخيم البداوي.. والانتفاضة تغيب بعد 34 عاما… عمر ابراهيم

أرخت الإنشقاقات وحالات ″التمرد″ التي شهدتها حركة فتح الإنتفاضة بثقلها عليها وعلى إحتفالاتها السنوية بذكرى انطلاقتها الـ 34، حيث سيفتقد مخيم البداوي العرض العسكري الأضخم من بين نشاطات الحركة التي كانت تنظمها على مستوى المخيمات في لبنان، في مشهد لم يعهده المخيم الذي كان يشهد في 30 و31 الشهر الحالي من كل عام، عرضين عسكريين تحت عنوان ذكرى الإنطلاقة، الأول لحركة فتح المركزية، والثاني للإنتفاضة.

يبدو واضحا أن ما تعانية فتح الإنتفاضة هو نتيجة حتمية لقرارات قيادتها المركزية التي كانت أعفت مسؤولها في الشمال خليل ديب (ابو ياسر) من مهامه في خطوة لم يكن أحد يتوقع تداعياتها ومسار ردات الفعل الإعتراضية عليها داخل الحركة، والتي تكونت وشكلت حالة ″تمرد″ تجاوزت مخيم البداوي، وأفضت الى تأسيس تنظيم جديد يحمل اسم ″حركة الانتفاضة الفلسطينية″، الذي تولى أمانة سر الهيئة القيادية فيها حسن زيدان (أبو إيهاب) الذي كان سابقا يشغل منصب أمين سر حركة فتح الإنتفاضة في لبنان قبل فصله على خلفية مواقفه الرافضة لقرارات قيادة التنظيم.

لا شك في أن إلغاء حركة فتح الإنتفاضة لمسيرتها العسكرية كان تحصيلا حاصلا لمجريات التطورات، التي أفقدتها  الثقل الشعبي والعسكري الذي كانت تتمتع به قبل قرار فصل قياداتها، فضلا عن إعتبارات أخرى، يُرجح أن يكون من أسبابها الشق الأمني والاتفاق الفلسطيني الداخلي على سحب أي فتيل قد يسهم في توتير الأجواء، وهو السبب الذي ربما دفع حركة فتح المركزية إلى إتخاذ قرار بعدم تنظيم عرض عسكري والإكتفاء بمسيرة شعبية دعما للقدس ورفضا لقرارات ترامب.  

إذا، لا عروض عسكرية هذا العام في مخيم البداوي، الذي كانت المساعي تكثفت فيه لاحتواء أية ردات فعل على خطوة الاعلان عن ولادة التنظيم الجديد، الذي يسعى منذ انطلاقته منتصف الشهر الحالي الى تثبيت حضوره وكسر الطوق المفروض عليه، إنطلاقا من مخيم البداوي وصولا الى سائر المخيمات، في مهمة بدأت مع تأكيد أمين سر قيادته أبو إيهاب على إستمراره في منصبه ونفيه كل الشائعات التي كانت تحدثت عن عدم قبوله بتولي هذا المنصب.

وبالفعل فقد بدأ ″ابو ايهاب″ حركته على خط القيادات السياسية اللبنانية، مستعرضا لهم الاسباب التي دفعت الى تشكيل تنظيم جديد، والاهداف التي يسعى الرفاق اليها من وراء هذا الاطار التنظيمي ″الذي يحمل هم القضية الفلسطينية، والدفاع عن المخيمات والحفاظ على حسن العلاقة مع الجوار اللبناني″.

في المعلومات ″فإن حركة الانتفاضة الفلسطينية وبعد الاعلان عن ولادتها في مخيم البداوي، تستعد للانطلاق الى مخيمات أخرى، وهي تعمل على خط تهيئة الأجواء السياسية اللبنانية، تمهيدا لفتح حوار مع القيادات الفلسطينية، وإن كانت كل المعطيات تشير الى وجود ما يشبه التسليم بالامر الواقع لوجود هذا التنظيم أقله بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي كان أبو ياسر أعلن خلال اطلاق التنظيم في البداوي ان المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني″.

وتضيف هذه المعلومات: ″إن الحصار السياسي اللبناني الذي تكوّن بداية مع الاعلان عن ولادة التنظيم الجديد، لا سيما من قبل الداعمين لخط المقاومة وممثليها، ما زال قائما أقله في الوقت الراهن بانتظار الحركة السياسية التي يقوم بها المسؤولون في التنظيم على خط تبديد الهواجس ورسم سقف للعلاقة يقوم وفق استراتيجية التنظيم على دعم خيار المقاومة″.

Post Author: SafirAlChamal