طرابلس: مكب النفايات ومعمل الفرز الى الاقفال.. ما هي البدائل؟

خاص ـ سفير الشمال

لم يعد بامكان أبناء طرابلس تحمل السموم المنتشرة في أجواء مدينتهم جراء معمل فرز النفايات الذي يُصدر روائح كريهة تجتاح كل الأرجاء وتحمل معها كل أنواع التلوث، بما يهدد بأمراض وأوبئة مختلفة لم يعد من الممكن السكوت عنها، كونها تهدد أكثر من نصف مليون إنسان يعيشون في طرابلس.

بالأمس رفع الرئيس نجيب ميقاتي الصوت، مطالبا ″إتحاد بلديات الفيحاء باقفال معمل الفرز بعدما تبين أن الروائح الكريهة تصدر منه″، داعيا الى ″التفتيش عن بدائل سريعة للمعمل ولمكب النفايات″.

علما أن هذا المكب لم يعد قادرا على الاستيعاب بعدما بلغ إرتفاعة أكثر من 38 مترا وبات مهددا بالانهيار.

يمكن القول أن تجربة معمل الفرز لم تنجح، كونه غير مهيأ لاستقبال هذه الكميات من النفايات التي تقدر يوميا بـ 450 طنا، في حين أن قدرة المعمل لا تتعدى 300 طنا في اليوم الواحد، ما يجعل 150 طنا تتراكم وتصدر الروائح، فضلا عن أن عمليات التسبيخ لاستخراج السماد ″الكومبوست″، لا تتم حسب المواصفات البيئية حيث ما يزال المعمل يفتقر الى الفلاتر اللازمة، ما يجعل الروائح الكريهة تنتشر في كل أنحاء المدينة وتهدد المواطنين.

تشير المعلومات المتوفرة لـ″سفير الشمال″ أن إتحاد بلديات الفيحاء سيتخذ اليوم قرارا بإقفال معمل الفرز بشكل نهائي، على أن يتم تنفيذ هذا القرار فورا، وذلك حفاظا على بيئة طرابلس وعلى صحة أبنائها بعدما تأكد للجميع أن الروائح مصدرها الأساسي هو هذا المعمل، ويعني ذلك أن أعمال الفرز ستتوقف، وبالتالي فإن أزمة الروائح النتنة ستنتهي.

أما فيما يخص مكب النفايات، فتشير المعلومات الى أن إتحاد البلديات سيتخذ قرارا باقفاله أيضا، كونه بات يشكل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، وتعرض المدينة والبحر لأزمة تلوث غير مسبوقة.

وتقول هذه المعلومات: إن الاتحاد سيعتمد أرضا محاذية للمكب بمحاذاة مصب نهر أبو علي سيعمل على تجهيزها لاستقبال النفايات، على أن تستمر شركة ″باتكو″ بادارته وإعتماد تقنية الطمر الصحي فيه كما هو حاصل في المكب الحالي.

وتضيف المعلومات: إن هذه الأرض الجديدة قد تخدم لنحو ثلاث سنوات على الأكثر، وهي تشكل بديلا مؤقتا، بانتظار أن تسارع الحكومة اللبنانية الى حسم خياراتها في البدء بأحد المشاريع المقترحة لمعالجة قضية النفايات في طرابلس بشكل نهائي، سواء عبر إنشاء مطمر صحي، أو إعتماد تقنية المحارق، أو غير ذلك.

ويعني ذلك أن إتحاد البلديات قد وجد حلا قصير المدى، يحمي طرابلس من التلوث باقفال المكب الحالي، لكن تبقى الكرة في ملعب الحكومة التي عليها إيجاد الحل النهائي والسريع.

وكان رئيس الاتحاد رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين زار فرنسا مؤخرا مع رئيس بلدية القلمون طلال دنكر وعدد من رؤساء الاتحادات والبلديات، حيث إطلعوا على كل التقنيات الحديثة المستخدمة في معالجة النفايات، وقد أعد قمر الدين تقريرا سيرفعه الى الجهات المعنية بهذا الخصوص.

ويقول المهندس قمر الدين: ما يهمنا اليوم هو وضع حد لأزمة الروائح الكريهة المنتشرة في طرابلس، وهذه الأزمة ستنتهي باقفال معمل الفرز الذي يعتبر أصل المشكلة، ومع البدء باستخدام الأرض المستحدثة لانشاء المكب المؤقت، سنعقد إجتماعات متتالية وسريعة مع الجهات المختصة ومع الوزراء المعنيين في الحكومة، للوصول الى المشروع الأفضل لمعالجة النفايات، وأعتقد أن فترة السنوات الثلاث التي يمكن أن نستخدم فيها المكب المؤقت، هي فترة كافية لانجاز مشروع متكامل لمعالجة النفايات والتخلص منها، بما يؤمن بيئة نظيفة لطرابلس وأهلها.

Post Author: SafirAlChamal