القلوب الملآنة.. بين المستقبل والقوات!… مرسال الترس

كثيرة جداً هي التحليلات والاستنتاجات لمسار العلاقة بين ″تيار المستقبل″ و″حزب القوات اللبنانية″. والسؤال الابرز في هذا السياق يقول: ما هو حجم الرمانة التي فجرت الخلاف بين الحليفين اللدودين منذ ربيع العام 2005، بالرغم من أنهما وصلا الى مرحلة ″العشق الممنوع″ نظراً لترابطهما وتداخلهما؟

الفريقان يحاولان اليوم تغطية ″سماوات″ خلافاتهما المستحكمة، بـ″قباوات″ التفتيش عن ″بحصة″ من هنا او تصريح خجول من هناك، لتوليف لقاء ″ولو يتيم وسقيم″ بين زعيم تيار المستقبل رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. ولكن العارفين ببواطن الامور وعمق الشرخ يرون ″أن إعادة المياه الى مجاريها توازي العمل على محاولة جمع زجاج متطاير بمسطّح واحد″.

الكل يذكر أن العلاقة بين الحريري وجعجع قد بدأت بالارتسام عشية استشهاد الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط عام 2005. عندما قرّر الاول العمل بتمنٍ من قوى 14 آذار المتشكلة حديثاً، لاخراج الثاني من السجن من أجل أن يكون ورقة مسيحية ضاغطة في  وجه “التسونامي” الذي اجتاح لبنان في تلك الفترة ويحمل اسم الجنرال ميشال عون العائد حديثاً من منفاه الباريسي والعصي على ″الدولبة″ مع ما يحمله من زخم انتخابي.

ونجح جعجع اعلامياً ومعنوياً في أن يشكل عوائق محدودة ومحددة في سباق الحواجز التي سعت 14 آذار وسواها لوضعه في طريق الجنرال الذي إجتاح انتخابياً مختلف المناطق المسيحية المحورية ابتداء من كسروان وجبيل مروراً بالمتن ووصولاً الى بعبدا.

ولكن بعد انتخابات 2009 بدأت القوات تشكل إرباكاً لدى الحريري (وخصوصاً بعد تجييره لها حصة مدينة زحلة) عندما بدأ يشعر أن “هذا التنظيم” يحاول أن يرسم لنفسه خطاً موازياً لا بل متقدماً في قيادة تلك القوى المتجمعة، لأنه يريد أن يستأثر بالحصة المسيحية الوازنة على حساب المستقلين الذين يدورون في فلك الحريري وتياره، وذلك لغاية في النفس، توضحت بقوة عندما قرّر جعجع المنافسة في الانتخابات الرئاسية في ربيع العام 2014، فاعتقد الحريري أنه يستطيع القوطبة على وصول عون(خصمه اللدود حينها) من خلال دعم ذلك الترشيح.

ولكن بعد سنتين من المناورة وجلسات الانتخاب غير المنتجة اقتنع الحريري ان المخرج الملائم هو بدعم عون، فعقد معه تحالفاً واتفاقاتٍ مناسبة ما زال معظمها طي الكتمان، وهنا تأكد جعجع أنه سقط في الفخ، وانه لم يكن سوى ″الفزيعة″ التي انتهى دورها، ولذلك بدأ التحضير لزعامة ما تبقى من 14 آذار والمستقلين لتكوين اكثرية مسيحية تؤهله لأن يكون ″المرشح القوي″ في الانتخابات الرئاسية المقبلة. معتبراً أن فرصته السانحة هي في المساهمة الجدية بابعاد الحريري عن المشهد، الى أن وقعت الازمة التي فاجأت الحريري قبل سواه في مطلع تشرين الثاني الماضي، والتي وجّه بعدها اصابع إتهام الى رئيس القوات بأنه احد الذين استلوا السكاكين عندما وقعت بقرة الحريري.

العديد من المراقبين يعتقدون، وعلى ضوء الحوار الساخن الجاري يومياً بين المستقبل والقوات، ان اعادة تركيب حطام الجرة بين الحريري وجعجع شبه مستحيل خصوصاً بعد ″الدّين″ الذي حمّله الرئيس عون للحريري والسّنة في لبنان كما يقول أحد المقربين جداً من رئيس الحكومة.

Post Author: SafirAlChamal