ثقافة العيد في اليونان… أثينا – زياد شحاده

في هذه الأيام من كل عام، حيث ينشغل العديد بمسألة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، تجوز أو لا تجوز!! و في مكان بعيد عن المجتمعات التي لازالت تبحث عن مفهوم للعيش المشترك!! تقف شجرة العيد بأنوارها الناصعة البيضاء في ساحة سينداغما وسط العاصمة اليونانية.

أعياد أثينا ليست فقط في الزينة أو الأضواء، ولا تقتصر على التسوق والأكل في المطاعم، ولا تنتهي بالذهاب الى الكنائس لتمجيد الرب و شكره، كيف تكون الأعياد إذاً؟ و كيف تكون الفرحة بغير إطلاق المفرقعات او العيارات النارية!!.

“المهرجانات وزينة العيد تظهران أن عاصمتنا منفتحة، حيوية، متضامنة، جذابة وحميمة لكل قاطنيها”.. هذا ما قاله رئيس بلدية أثينا السيد يورغوس كامينيس خلال إعلانه عن برنامج العيد لهذا العام.

للتأكيد على هذه الصفات التي تتحلى بها المدينة، نظمت “البلدية 220” حدثاً في مختلف مناطق أثينا، كانت قد بدأت فيه في السابع من هذا الشهر ويستمر لفترة ثلاثين يوما، ضمن برنامج متنوع ومتكامل بالتعاون مع الشخصيات الثقافية والفنية والرياضية والمؤسسات الاجتماعية بالإضافة الى شركات القطاع الخاص.

ويتميز البرنامج بالثقافة والعلم والمرح والفن والمسرح والرياضة والعمل الخيري والترفيه والعمل التطوعي ونشاطات كثيرة متنوعة.

والأجمل أن أكثر من 150 من هذه النشاطات مخصصة للأطفال والأجيال الصاعدة، منها ما هو في الساحات للعب، وفي المكتبات والمتاحف للتعلم، وفي الأحياء لمساعدة اللاجئين والمشردين.

هذا هو باختصار برنامج بلدية أثينا للأعياد، احتفاليات ومهرجانات رغم الأزمة الاقتصادية التي لا زالت تعاني منها البلاد، فكان الاهتمام بالشكل لكن كان الأهم هو المضمون الذي لا يقبل المساومة عليه مهما تعددت المصاعب، فالفرحة الحقيقية تكمن في الانفتاح والتطور والرقي للإنسان..

هذه هي ثقافة العيد في اليونان، وعقبالنا في لبنان!

Post Author: SafirAlChamal