هل يستطيع جعجع وباسيل ″قطع″ رؤوس العائلات المسيحية التقليدية؟… مرسال الترس

أما وقد بدأت وتيرة السباق الانتخابي بالارتفاع منذ أن أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق عن موعد الانتخابات النيابية المقبلة في السادس من أيار 2018 ، فان وطيس المعركة يسجل خطوات تصعيدية بالرغم من فترة الاعياد التي ستكون فرصة اضافية للتواصل، لعدة اسباب، أولها أن هذه الانتخابات ستجري على قانون نسبي جديد لم يتم أختباره وتحولاته من قبل. وثانيها أن المهلة التي تفصل عن موعد الانتخابات هي أربعة اشهر فقط وتُعتبر في الحسابات الانتخابية مهلة ضاغطة، لأنه حتى الامس القريب كانت العديد من القوى تحاول أن ترّوج بأن الانتخابات غير حاصلة، وفي حال جرت فانه سيتم إدخال تعديلات على القانون لاراحة بعض الافرقاء من همّ تلك النتائج التي من المتوقع أن تسقط على رؤوسهم في اليوم التالي.

ما كان سائداً قبل ربع قرن وتحديداً منذ الطائف، أن المحادل والبوسطات التي كان يدير وجهتها تحالف أحزاب وتيارات، سيخذله القانون النسبي الذي سيعمل على وضع العصي في دواليب تلك الآلات الضخمة المسّيرة عن قرب او عن بعد، لان تلك القوى ستتصارع فيما بينها على الصوت التفضيلي، بينما الناخبون سيجربون حظهم في إمكانية إحداث تغيير ولو مرحلي، بعيدا عن النمط الذي كان سائدا، وهم يعلقون آمالاً كبار على ذلك.

في هذا السياق يتساءل متابعون اذا كان بامكان الاحزاب والتيارات المسيحية الكبرى الاستمرار في السيطرة على الناخب المسيحي كما فعلت في انتخابات العام 2005 و2009 وبالتالي مواصلة ″قطع رؤوس″ العديد من العائلات التقليدية التي احتفظت بجانب من السلطة منذ ما قبل الاستقلال! وذلك نظراً لروابط الدم في تلك العائلات ولتشبث اولئك الناخبين بزعمائهم الى حد الهَوس.   

هناك عائلات ترسخ وجودها في أذهان الناخب المسيحي على مساحة الوطن منذ ما قبل الاستقلال الى ما بعد الطائف، وهي على سبيل التذكير وليس التعداد: هناك عائلة شمعون في الشوف، الجميل ولحود ومخيبر والمر في المتن، سكاف والهراوي في زحلة، فرنجية ومعوض وكرم والدويهي في زغرتا، حرب ويونس وضو في البترون، الشماس وغصن والبرجي وسعادة في الكورة، طوق ورحمة وكيروز بين بشري ودير الاحمر، الضاهر وحبيش في القبيات، الخازن والبون وصفير في كسروان، سرحال وعازار في جزين…

فهل تستطيع الاحزاب والتيارات المتمثلة في التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية التي أدّعت في مرحلة سابقة أنها بتحالفها تمثل 93% من الشارع المسيحي الاستمرار في السيطرة التامة على الحصة المسيحية وما يتفرع عنها؟ أم أن العائلات ستنتفض وتدافع عن حضورها بعد أن لمست التفاوت الشديد بين الشعارات والاقوال من جهة، وبين الافعال وعدم تنفيذ الوعود في الجهة المقابلة؟  

Post Author: SafirAlChamal