لبنان مطوّق بالألغام.. وخطر داهم من حدوده مع سوريا… عمر ابراهيم

لم يكد الشعب اللبناني يتنفس الصعداء مع نجاح حملات نزع الألغام في جنوب البلاد التي خلفها العدو الصهيوني، حتى طفت على السطح مشكلة جديدة تمثلت بالألغام التي زرعها الجيش السوري على الحدود، ويُخشى مع مرور الزمن ان تتحول الى مصيدة تحصد أرواح الأبرياء في حال لم تكن هناك خرائط حول مكان إنتشارها وضمان عدم تمددها الى الاراضي اللبنانية مع مرور الزمن بفعل العوامل الطبيعية، خصوصا أن معظم المناطق المنتشرة فيها متداخلة بين البلدين.

هذه المعضلة الجديدة، ما يزال الحديث عنها بعيدا عن التداول، وإن كان سقوط جريحين خلال الشهر الحالي بفعل تلك الألغام مؤشر خطير يستدعي التحرك السريع وإيجاد الحلول الناجعة قبل فوات الاوان، لا سيما أن كميات من هذه الألغام وفق المصادر، زرعت على أيدي مجموعات مسلحة مؤيدة للنظام السوري وليست على يد الجيش السوري المفترض أن يكون محتفظا بخرائط عن أماكنها .

منذ بدء الازمة السورية قبل نحو سبع سنوات، تحولت الحدود البرية مع لبنان الى خط تماس والى هدف استراتيجي للمعارضة المسلحة والنظام السوري على حد سواء.

وتمكنت المعارضة من الاستفادة من هذه الحدود لنقل الإمدادات عبر المعابر غير الشرعية، التي كان لها أيضا دورا كبيرا في فرار عشرات آلاف المدنيين من جحيم الحرب الى داخل لبنان.

مع تقدم الجيش السوري وسيطرته تدريجيا على المدن والقرى الحدودية بعد إنسحاب المعارضة منها، بدأت عملية تأمين تلك المعابر والمنافذ غير الشرعية من خلال نشر جنوده ورفع السواتر الترابية ووضع الأسلاك الشائكة بالاضافة الى الألغام التي كان يتم نشرها مع كل تقدم يحرزه الجيش السوري وصولا الى نشر البعض منها في مجرى النهر الكبير الفاصل بين البلدين لجهة محافظة عكار، وذلك بهدف منع الدخول والخروج من والى سوريا بطريقة “غير شرعية”.

ومع انتهاء الجيش السوري من بسط سيطرته على كامل الحدود، وعودة الحياة نوعا ما الى طبيعتها، بدأت الأسئلة تطرح عن مصير تلك الألغام، خصوصا أن المعابر غير الشرعية كانت ولا تزال ممرا الزاميا لسكان بعض القرى الحدودية ومنهم لبنانيون تقع قراهم داخل سوريا.

وَمِمَّا زاد من تلك التساؤلات هو سقوط جريحين خلال الشهر الحالي، كانا يحاولان العبور الى سوريا عبر معبرين غير شرعيين، ما أدى الى إنفجار لغمين بهما.

وبحسب المعلومات ″فان الألغام المنتشرة وبكثافة على الحدود اللبنانية – السورية، لا تقل خطورة عن تلك الموجودة في جنوب لبنان، خصوصا ان الاراضي اللبنانية – السورية متداخلة، ويخشى من عمليات زحل في التربة ووصول تلك الألغام الى داخل الاراضي اللبنانية وفقدان أثرها على الخرائط″.

وتضيف المعلومات: ″هناك آلاف الالغام المزروعة على الحدود، ومنها أيضا ألغام زرعها مسلحو المعارضة، وهذه بطبيعة الحال لا يوجد فيها خرائط، ما يعني أن لبنان أمام معضلة جديدة قد تحول حياة سكان القرى الحدودية مستقبلا الى جحيم، في حال لم تكن هناك حلولا سريعة″.

وكان لغم أرضي إنفجر قبل يومين بشخص سوري، ما أدى الى بتر رجله، وذلك أثناء إنتقاله بطريقة غير شرعية على الحدود اللبنانية السورية، مما استدعى نقله الى مستشفى في البقاع.

وسبق ذلك بأيام انفجار لغم أرضي مماثل على الحدود  لجهة منطقة المصنع وأدى الى بتر قدم السوري ماجد العبسي (32 عاما).

Post Author: SafirAlChamal