جرس إنذار الشمال.. هل ينبّه باسيل؟… مرسال الترس

في العلم السياسي والعسكري لا يُستحب حرق المراحل لأنها في المطلق تقوّض الخطط الاستراتيجية وتعرقل تنفيذها، وتقلب الاوضاع رأساً على عقب في معظم الاحيان.

يكاد كثيرون يُجمعون على أن وزير الخارجية جبران باسيل ومنذ اليوم الاول لدخوله الى القصر الجمهوري في بعبدا الى جانب عمه الرئيس العماد ميشال عون في الحادي والثلاثين من تشرين الاول عام 2016 وضع نصب عينيه أن يكون هو الوريث لهذا الموقع، كما حصل في رئاسة التيار الوطني الحر عام 2015 وبدون منافسة.

لذلك بدأ باسيل بتنشيط “ماكينته” وترتيب الامور وفق قياسه من اجل تحقيق هذا الحلم، حيث حصر كل القضايا المحورية في التيار بشخصه، الامر الذي أدى الى انشقاقات لم يأبه لها بالرغم من أن بعضها قد بدأ قبل تسلمه لمهامه.

بالرغم من النقاط الايجابية التي دونها في إضبارته لجهة قضية القدس وما يماثلها، الا أنه على الصعيد السياسي قد بدأ العمل الجاد من أجل القوطبة على كل من يمكن أن ينافسه على طموحاته الرئاسية.

فالقوات اللبنانية التي سقطت بامتحان “استقالة” الرئيس سعد الحريري تتهم باسيل بأنه عمل ويعمل على نقض بنود اتفاق معراب، لاسيما لجهة تقاسم السلطة وسواها، وذلك بهدف عرقلة منافسة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع له في السباق الرئاسي المقبل. والعديد من المراقبين ينتظرون الساعة التي يُعلن فيها عن دفن ذلك الاتفاق الى غير رجعة، ناهيك عما سيحصل من تجاذب حاد بين الفريقين على هامش الانتخابات النيابية المقبلة والتي سيتم فيها رسم الاحجام.  

حال باسيل مع تيار المرده كانت كالطريق المليئة بالاشواك، لاسيما وأن كلاماً كبيراً قد جرى تسريبه في أوقات سابقة أدى الى تفاقم الامور وخروج المياه عن مجاريها، بالرغم من كل التصريحات المقبولة نسبياً والتي تصدر عن الطرفين بين الفينة والاخرى. وكل ذلك، وفق رؤيته، سيُبقي على العوائق المتعددة أمام منافسة رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية له على طريق بعبدا.

في غضون ذلك كانت العديد من الاوساط السياسية، ومنها الحليفة جداً، قد أخذت على باسيل طريقة صياغته للاتفاق الباريسي الثنائي مع تيار المستقبل لدعم ترشيح العماد عون، والتي ما زالت بنوده التفصيلية طي الكتمان حتى اليوم، والتي أدّت في بعض المراحل الى حنق كبير كاد يطيح بالمعادلات من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري.     

أما المؤشرات التي يدونها في خانة إيجابياته والتي يسعى لأن يقرشها في رصيده، فهي العلاقة المتينة التي تربط بين حزب الله ورئيس الجمهورية، مُسقطاً من ذاكرته ما قاله الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عن علاقته المتوازية إزاء عون وفرنجيه.

من هنا يرى متابعون أن ما حدث على هامش زيارة الوزير باسيل الى عاصمة الشمال الاحد الفائت وتحديداً في البداوي وجبل محسن كان بمثابة صدمة أولية غير متوقعة، وأشبه بالذبحة القلبية الخفيفة، فهل سيشكل ذلك جرس انذار لتصويب الاداء واعادة رسم خارطة الطريق؟

Post Author: SafirAlChamal