البترون: مزارعو التبغ والتنباك مستاؤون من الأسعار… لميا شديد

انتظر مزارعو التبغ في البترون مردودا أفضل لإنتاجهم هذا العام وسلموا محاصيلهم على مضض بسعر 12 ألف ليرة لبنانية للكيلو الواحد.

يعتبر المزارعون أن هذا السعر ليس عادلا كونه لا يسد الكلفة، حيث أن التبغ بحاجة لعناية واهتمام ويد عاملة، بالاضافة الى الادوية والاسمدة والشتول والحراثة وغيرها من متطلبات هذه الزراعة.

تسلمت إدارة حصر التبغ والتنباك في مبنى الريجي في منطقة بسبينا في البترون محاصيل التبغ في قضاء البترون بإشراف الخبير محمد حمزه الذي كشف على التبغ وحدد الاسعار بناء لتعليمات الادارة. والمزارعون سلموا إنتاجهم بالسعر المحدد لأن لا حل أمامهم سوى ذلك فرضخوا وسط جو من الامتعاض ساد صفوف كل المزارعين.

وكانت زراعة التبغ في البترون شهدت تراجعا في السنوات الماضية، الا أنها بدأت تعود  الى ما كانت عليه في الماضي بالنسبة للمزارعين البترونيين، كمصدر رزق يؤمن ربحا على الأقل بنسبة 50 في المئة بعد سداد كلفة الانتاج. فزراعة التبغ في البترون مرت في مراحل ازدهار، نشطت فيها القرى والبلدات البترونية في تعزيز هذه الزراعة، ويومها لم يخل منزل من محصول يعتمد عليه، وكانت معظم العائلات البترونية، لا سيما في القرى والبلدات الوسطى تتقن هذه الزراعة وتعتني بها.

تتميز زراعة التبغ في البترون، كما في كل المناطق اللبنانية الأخرى، بمحافظتها على بدائية وسائل الانتاج، التي لم تتبدل ولم تتغير ولم تتطور منذ انطلاق هذه الزراعة، وأجمل ما فيها أنها شبكت أجمل علاقات الالفة والتعاون بين العائلات البترونية، وجمعت أفرادها ونساءها وشيوخها، وشبابها وصباياها وحتى أطفالها، الذين كانوا جميعا، قبل شروق الشمس، يلتقون حول أكوام ورق التبغ لتتحول جلسات العمل، وشك أوراق التبغ الى لقاءات فرح بعيدا عن التعب والشقاء.

هي زراعة قديمة ومكلفة وتتطلب عناية واهتماما وتكاليف مادية للحصول على إنتاج جيد، يحظى بإعجاب الادارة المختصة وخبرائها ويؤمن السعر الذي يرضي المزارع.

وتنحصر زراعة التبغ في القرى البترونية الوسطى فيما تقتصر زراعة التنباك على بلدة شكا الساحلية ويقدر عدد مزارعي التبغ اليوم في البترون بنحو 70 مزارعا بعد أن تراجع العدد في السنوات الماضية وهناك من خسر تراخيصه لهذه الزراعة.

يقول جورج أنطون الذي لا يزال محافظا على هذه الزراعة في بلدته صغار: “12 ألف ليرة للكيلو الواحد هو سعر غير مقبول ولكن ليس بالامكان فعل أي شيء. سلمنا المحاصيل رغم أننا كنا ننتظر سعر أفضل اسوة بالاسعار التي تعطى في الجنوب حيث تم تحديد سعر الكيلو بـ13  الى 13.5 ألف ليرة. ونحن ندفع بين 10 الى 11 ألف ليرة كلفة الكيلو ما يعني أن السعر المعطى لنا لا يفي المزارع حقه ولا حتى زراعة التبغ.” وشكر أنطون الخبير محمد حمزه والمدير العام سقلاوي على كل مجهود يبذلونه لدعم هذه الزراعة.

ويسأل ميلاد بشاره: ″هل يُعقل أن يبقى هذا السعر من عام الى عام في حين هو سعر لا يسد الكلفة وكان من المفترض إعطاءنا بين 13 و14 ألف ليرة للكيلو، لأن زراعة التبغ بالاضافة الى كلفتها فهي تتطلب جهدا وخدمة ومعاملات ونقل انتاج. وبالنسبة لنا السعر العادل هو 15ألف ليرة ولكن منذ 20 سنة والاسعار المحددة مجحفة بحق الانتاج والمزارع.″

ويلفت بشارة الى أن كيلو التبغ يعطي ألف سيجارة أي 50 علبة مقابل 1250 ليرة للعلبة الواحدة أي ان مبيع الكيلو من السجائر يتعدى 62 ألفا ونحن نقبض 12 ألفا ثمن الكيلو الواحد، فأي عدل هذا؟.  

Post Author: SafirAlChamal