حركة اسواق الكورة خجولة في عيد الميلاد… فاديا دعبول

ما تزال أسواق الكورة التجارية تعاني من الجمود، مع اقتراب عيديّ الميلاد وراس السنة، بالرغم من أن العاملين في القطاع العام يتنعمون هذه السنة ببحبوحة مالية جراء استفادتهم من سلسلة الرتب والرواتب، وسط أجواء سياسية وامنية مستقرة نسبيا.

يبدو واضحا أن الاوضاع الاقتصادية الصعبة، وارتفاع الاسعار، وزيادة نسبة المصاريف على المداخيل بشكل عام، تدفع كثيرون الى التروي في شراي حاجيات العيد والاقتصار على الضروريات منها، على خلاف العادات والتقاليد السائدة في شراء ثياب خاصة بالعيد وتبادل الهدايا بين العائلات.

تجاه ذلك ترى السيدة جورجيت خوري، (صاحبة محل ثياب للسيدات)، وقد احتفلت منذ ايام بالذكرى الثلاثين لافتتاح محلها، أن ″حركة البيع لا بأس بها، على قدر هذه الايام، رغم أن التراجع ملحوظ مقارنة مع العام الفائت”. وتؤكد أن “السبب في التراجع هذا يعود لافتقاد الناس الى المال. اذ ان الجميع يهوى العيش وشراء الملبوسات وغيرها″. وترى ان ″الحل يعود للحكومة بالاتحاد بين مكوناتها، واتخاذهم القرارات الحكيمة لمصلحة البلد″.

وتؤكد خوانيتا العازار، (صاحبة محل البسة للاطفال)، ان ″حركة الاسواق التجارية بشكل عام خجولة بسبب التخفيضات التي تقدمها الشركات الكبرى، في فترة الاعياد، ما يحدّ من نسبة البيع في المحلات الصغرى″. وتشير الى ان ″غالبية الامهات يتوجهن لشراء بعض القطع من الثياب العملية لاولادهن، والتي بالامكان الاستفادة منها في المدارس، وليس لباس العيد التقليدي الكامل، وذلك من أجل التوفير″.

وتشير نادين شاهين (صاحبة محل هدايا) الى ان ″الحركة التجارية اعتيادية، لا سيما أن الزبون يجد ما يحتاجه من الهدايا بأسعارها المختلفة التي تناسب ميزانيته″. وتلفت الى أن ″غالبية الزبائن باتت تشتري هدايا عملية مفيدة أكثر من الالعاب″. وتعتبر ان ″ذلك يعود للاقساط المدرسية المرتفعة التي ترتد عبئا كبيرا على كاهل الاهالي″.

وفي حين ان محلات ″1 دولار″ الشعبية، التي تكاثر عددها في الكورة، تشهد اقبالا اكثر من سواها لانخفاض أسعارها، الا ان غالبية اصحابها يشكون من تراجع مبيعهم، وذلك ″لكثرة المصاريف اليومية لدى العائلات، وانصرافهم الى دفع الفواتير والاقساط المدرسية، وخشيتهم من تدهور الوضع الامني في المستقبل″.

ويأمل فيصل قصاب (صاحب محل ادوات منزلية وكهربائية) أن ″تتحسن الحركة التجارية قبيل ايام من العيد. لا سيما ان حركة المبيع هذا العام متراجعة عن السنوات السابقة بسبب الوضع السياسي العام في المنطقة، والوضع الاقتصادي المتردي″.

وسيم سعيد (صاحب محل تجاري) يعطي رأيا مختلفا لأقرانه، فيؤكد ان ″الحركة التجارية هذا العام افضل من السابق، نظرا لدفع سلسلة الرتب والرواتب التي صرفت للقطاع الرسمي، وقد شملت غالبية ابناء الكورة″.

وبالرغم من كل التحديات، لا تتردد سيدات من الكورة في شراء الثياب الجديدة وهدايا العيد للعائلة والاصدقاء لاسعاد الجميع بها. حيث ان الميلاد بنظرهن هو بهجة للاطفال بالهدايا وإجتماع للعائلة .

Post Author: SafirAlChamal