أين حزب الله والسفارة الفلسطينية من ″حركة الانتفاضة″؟… عمر ابراهيم

لم تمر ساعات على الإعلان عن ولادة تنظيم ″حركة الانتفاضة الفلسطينية″ من مخيم البداوي، حتى بدأت الضغوط ومحاولات التشويش تعبر عن نفسها، في مشهد يترقبه المعنيون في التنظيم وتخشى مصادر متابعة من تداعياته على الوضع العام في المخيم وسائر المخيمات التي قد تتجاوب مع حركة ″المتمردين″ على قرارات قيادة حركة فتح الانتفاضة وتعلن انضمامها إليهم.

التنظيم الذي كان أعلن عنه مسؤول فتح الانتفاضة في الشمال سابقا خليل ديب (أبو ياسر) خلال مهرجان أقيم في مخيم البداوي، حضره ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وغاب عنه ممثلو قوى التحالف الفلسطيني، بالاضافة الى أمين سر الهيئة القيادية للتنظيم حسن زيدان (أبو إيهاب) الذي كان يشغل منصب أمين سر حركة فتح الانتفاضة في لبنان قبل فصله على خلفية مواقفه الرافضة لقرارات قيادة التنظيم .

غياب ابو إيهاب عن الاحتفال وما رافق ذلك من معلومات عن ضغوطات سياسية لبنانية وفلسطينية مورست على قوى وشخصيات لثنيها عن المشاركة في الاحتفال، فضلا عن إستقبال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لوفد من فتح الانتفاضة، كلها أمور فُهمت في سياق وجود غضب او عدم رضى على خطوة الإعلان عن ولادة التنظيم.

كل ذلك جاء في وقت لم يتضح فيه بعد موقف السفارة الفلسطينية مما يجري، وإذا كانت من خلال منظمة التحرير الفلسطينية ستتبنى هذا التنظيم الوليد، لا سيما أن أبو ياسر في كلمته التي ألقاها في الاحتفال، كان أعلن عن تأييد التنظيم الوليد لمنظمة التحرير كممثل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني، كما أكد في الوقت نفسه ″أن اليد ممدودة للتعاون مع الجميع بما يخدم أمن ومصلحة المخيمات والقضية الفلسطينية″.

لكن الجدل الذي أثاره غياب أبو إيهاب وما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من بيان قيل انه صدر عن أبو إيهاب يعلن فيه عدم وجود اية علاقة له بالتنظيم الوليد، سرعان ما دحضه ابو إيهاب نفسه عبر تسجيل صوتي أعلن فيه تأييده الكامل لـ″حركة الانتفاضة الفلسطينية″ وموافقته على كل كلمة قالها أبو ياسر خلال الاحتفال إنطلاقا من موقعه كأمين سر للتنظيم الجديد، وإن غيابه كان لأسباب خاصة.

وترى مصادر متابعة أن ″ما حصل قد يكون بداية مواجهة إعلامية سيخوضها التنظيم الجديد، وأن الامور قد تتفاقم، خصوصا إذا وجد التنظيم طريقا له الى خارج مخيم البداوي واستطاع أن يفرض نفسه في مخيمات اخرى″.

وتتضيف المصادر: ″في الظاهر إن الأحزاب اللبنانية وقوى التحالف الفلسطيني في خندق مواجه للتنظيم الجديد، لكن ذلك لا يعني أن الامور قد تتحول الى مواجهات غير سياسية، الا أن الخوف يبقى من أن يضيق صدر بعض المتضررين وأن يلجأوا الى خيارات أخرى قد لا تحمد عقباها″.

وتساءلت المصادر: ″هل تستوعب الأحزاب اللبنانية ومنها حزب الله هذه الخطوة، وتتعاطى مع رفاق الدرب السابقين على أساس أنهم أمر واقع؟، أم أنها تتخذ موقفا مغايرا لا يشفع فيه تاريخ هؤلاء النضالي، ولا يتم الأخذ بالاسباب التي دفعتهم للخروج من تحت عباءة فتح الانتفاضة وتشكيل تنظيم لهم؟″.

Post Author: SafirAlChamal