أحمد الحريري يشكو من الضنّية: حرب إلغاء ضدّنا!… عبد الكافي الصمد

أعطت الزيارة التي قام بها مؤخراً الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إلى الضنية، إنطباعاً أن الرجل يحاول أن يبذل قصارى جهده من أجل لملمة تياره، وإيقاف مسلسل التراجع الذي يعانيه شعبياً، قبل إستحقاق إنتخابات نيابية يسود إعتقاد واسع في صفوف أغلب المراقبين والمعنيين بالإنتخابات، أن “التيار الأزرق” سوف يخسر فيها ما بين 10 الى 12 نائب على الأقل من النواب الحاليين المنضوين تحت خيمته.

ومع أن الحريري كان قد زار الضنية في 26 تشرين الأول الماضي وعاد منها خائباً، فإنه حرص على زيارتها مجدداً، لعله ينقذ فيها ما يمكن إنقاذه، لكن زيارته الأخيرة لم تكن أفضل من سابقاتها، ما صعّب عليه وعلى تياره، الكثير من الحسابات السياسية والإنتخابية، وجعلها أكثر تعقيداً من السابق.

وحفلت زيارة الأمين العام لتيار المستقبل الأخيرة إلى الضنية بالكثير من الملاحظات أبرزها:

أولاً: شهدت الزيارة إستقبالاً شعبياً خجولاً للحريري في الكثير من محطاته، بشكل يعكس أزمة الثقة المفقودة بين التيار وجمهوره، ولعل مقارنة بسيطة بين زيارات أمين عام التيار الأزرق للمنطقة قبل بضع سنوات مع زيارته الأخيرة توضح الفارق.

ثانياً: للمرة الثانية لم يزر الحريري أحد من نائبي المنطقة، أحمد فتفت وقاسم عبدالعزيز في منزليهما، كما أن فتفت تغيّب للمرة الثانية عن إستقبال الحريري في الضنية، ما يعكس وجود أزمة داخلية، وعدم حسم قيادة التيار أمر مرشحيها للإنتخابات، فضلاً عن الحرج الذي تعانيه مع مرشحين كثر محسوبين عليها يطمحون لتبنيهم، وإدخال تغيير على تمثيل الضنية النيابي بعد 12 عاما بات التغيير بعدها مطلباً ملحاً.

ثالثاً: جاء الحريري إلى الضنية ليشارك في ندوة إنمائية نظمها المنسق السابق لتيار المستقبل في الضنية هيثم الصمد، تحت عنوان الضنية 2025.. ″فرص وتحديات″، وتحدث فيها الحريري بالمناسبة عن ″رسم خريطة طريق واقعية لتنفيذ المشاريع، في الضنية″.

لكن الحريري قوبل بأسئلة كثيرة في هذا السياق قبل مغادرته المنطقة، مثل: أين كانت رؤيتكم وخريطة مشاريعكم في المنطقة منذ عام 2005، عندما كان تمثيل المنطقة في المجلس النيابي محصوراً في تيار المستقبل من خلال النائبين فتفت وعبد العزيز؟، وكيف لمن غاب 12 عاماً ولم ينفذ أو يدشّن مشروعاً حيوياً في المنطقة يعمل على نقلها نحو واقع أفضل؟، وأين هي وعود التيار منذ إنتخابات 2005 و2009 بتنفيذ مشاريع تنموية في الضنية لم ير أي منها النور، بل بقيت حبراً على ورق؟.

رابعاً: تحدث الحريري من الضنية بلغة سياسية جديدة عليه وعلى تياره. إذ اعتبر أن ″الحرب لإلغائنا وشطبنا من الحياة الوطنية لم تقف لليوم، وما زالت مستمرة″، إذ بعدما كانت سياسة التيار قائمة على إلغاء الآخرين، وتحديداً على الساحة السّنية، ها هو اليوم يشرب من الكأس نفسه الذي شرب منه خصومه.

لكن الحريري لم يقصر في إتهام من يسعون إلى إلغاء التيار الأزرق على الخصوم فقط، إنما شمل معهم ″من كانوا في قلب بيتنا وطعنونا في الظهر″، ما يكشف عن عمق أزمة التيار في الساحة السّنية وإتساع رقعتها يوماً بعد آخر، وأن ما ينتظره في الأيام المقبلة ليس وردياً ولا يدعو على التفاؤل.

Post Author: SafirAlChamal