القدس عربية.. لماذا تريدها اسرائيل؟… عمر خالد طالب

إعترف رئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل وقرر نقل السفارة الاميركية اليها..

هذا الحدث شكل فرحة كبيرة للشعب اليهودي، لكنه أحدث صدمة كبيرة للشعب العربي والاسلامي بل لكل شعوب العالم، لكن السؤال لماذا يشكل إعتراف اميركا بالقدس عاصمة لاسرائيل امرا خطيرا، وفلسطين والقدس محتلة منذ عام 1948 من قبل الكيان الصهيوني؟ ولماذا تريد اسرائيل القدس عاصمة لها وقد بنت تل ابيب لتضاهي عواصم العالم؟ وما هي اهمية القدس بالنسبة لهم؟.

منذ نشأتها تحاول إسرائيل ضم القدس كليا اليها، وتعتبرها عاصمتها الموحدة، إثر ضمها الجزء الشرقي من المدينة عام 1980، والذي احتلته بعد حرب سنة 1967، أما الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، فلا يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويعتبر القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية.

تُعتبر القدس مدينة مقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاث: اليهودية، المسيحية، والإسلام. فبالنسبة لليهود، أصبحت المدينة أقدس المواقع بعد أن فتحها النبي والملك داود وجعل منها عاصمة مملكة إسرائيل الموحدة حوالي سنة 1000 ق.م، ثم أقدم ابنه سليمان، على بناء أول هيكل فيها، (كما يدّعي الصهاينة)

عند المسيحيين، أصبحت المدينة موقعًا مقدسًا، بعد أن صُلب يسوع المسيح على إحدى تلالها المسماة “جلجثة” حوالي سنة 30 للميلاد، وبعد أن عثرت القديسة هيلانة على الصليب الذي عُلّق عليه بداخل المدينة بعد حوالي 300 سنة، وفقًا لما جاء في “العهد الجديد”.

 أما عند المسلمين، فالقدس هي ثالث أقدس المدن بعد مكة والمدينة المنورة، وهي أولى القبلتين، حيث كان المسلمون يتوجهون إليها في صلاتهم بعد أن فُرضت عليهم حوالي سنة 610 للميلاد، وهي أيضًا تمثل الموقع الذي أسرى إليه نبي الاسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) وعرج منه إلى السماء.

منذ الفتح الاسلامي للقدس وهي تحت الحكم الاسلامي، الا الفترة التي احتلها فيها الافرنج في الحروب الصليبية ثم حررها صلاح الدين الايوبي، وهذا يدل على ان هذه المدينة محط حروب منذ التاريخ القديم لكن اليوم وبحسب نصوص الامم المتحدة التي تعترف بالقدس عاصمة عربية ولا صلة لليهود بها تواجه القدس خطرا كبيرا، فبعد إعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل سوف تبدأ الدول تعترف بها تباعا وهذا ما سوف يطلق يد اسرائيل في القدس وينهي الوصاية الاردنية على الاوقاف الاسلامية فيها مما سوف يجعل اسرائيل تنهي ما بدأته من اعمال البحث والحفر عن الهيكل المزعوم، ما سيؤدي الى ضياع القدس وكل المقدسات.

Post Author: SafirAlChamal