المشنوق يُعطي إشارة الإنطلاق: إلى الإنتخابات درّ… عبد الكافي الصمد

أعطى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، يوم أمس، إشارة الإنطلاق لبدء السباق والعدّ العكسي للإنتخابات النيابية المرتقبة، بعدما وقع مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للبنانيين المقيمين في لبنان والمنتشرين في 40 دولة وإحالته على الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء، على أن تجري العملية الإنتخابية يوم الأحد في 6 أيّار 2018 في كل لبنان.

أما في دول الإنتشار فسوف تتم خلال يومين مختلفين، يوم الأحد في 22 نيسان في عدد من الدول، ويوم الجمعة في 28 نيسان في دول أخرى، بالإستناد إلى العطل الرسمية في هذه البلدان.

كما وقع المشنوق، في السياق نفسه، على عقد إستئجار المقر الخاص لـ″هيئة الإشراف على الإنتخابات″، على أن تبدأ وزارة الداخلية يوم الإثنين المقبل، وبالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتجهيز المقر وتأمين مختلف حاجاته التقنية واللوجستية والمكتبية.

بهذا التوقيع تكون وزارة الداخلية قد وضعت الإنتخابات النيابية على السكّة، الأمر الذي سيدفع الأحزاب والتيارات والشخصيات السّياسية والمرشحين على اختلافهم إلى تزييت ماكيناتهم وإطلاق ورشاتهم وحملاتهم الإنتخابية، بعد عطلة قسرية فرضت وضع هذه التحضيرات في ″الثلاجة″، بعد تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري إستقالته الملتبسة من السعودية في 4 تشرين الثاني الماضي، قبل تراجعه عنها في بيروت في 22 من الشهر نفسه.

خطوة المشنوق هذه وضعت جميع الفرقاء المعنيين أمام واقع الإنتخابات، بعدما ساورت البعض منهم في السابق شكوك لم تتحقق من احتمال تعديل قانون الإنتخابات الجديد القائم على مبدأ النسبية والصوت التفضيلي، أو إرجاء موعد الإنتخابات بضعة أشهر أخرى، وتمديد ولاية المجلس النيابي الحالي للمرة الرابعة منذ التمديد الأول في عام 2013.

وبعدما كان الظنّ يذهب إلى أن أي إستعداد جدّي للإنتخابات لن يحصل قبل مطلع العام المقبل، وأن فترة الأعياد ستكون مرحلة إستعداد وتحضير قبل إطلاق العملية الإنتخابية فعلياً، جاء قرار المشنوق ليدفع العملية الإنتخابية قدماً، وليحوّل فترة الأعياد إلى فترة للحملات الإنتخابية بكل معنى الكلمة.

لكن يبدو أن المعنيين جدّياً بالإنتخابات لم ينتظروا قرار المشنوق ليباشروا تحضيراتهم واستعدادتهم للإستحقاق الإنتخابي، ذلك أنهم بدأوا فعلياً خطواتهم في هذا الإتجاه، وهو ما تمثل في لقاءاتهم مع كوادرهم ومناصريهم، أو مع حلفائهم، عدا عن إطلاق الحملات الإنتخابية، ما يعني أن فصل الشتاء لن يكون بارداً حتى لو كان الصقيع على أشدّه، لأن الإنتخابات ستحوّله إلى فصل حار سوف يذيب الكثير من الحواجز المناخية والعادات الشتوية.

ولن يقتصر الأمر على هذا الحدّ، بل إنّ الماكينات الإنتخابات ستبدأ مع إنطلاق العام الجديد تنظيم ورشات وحلقات لمناصريها وكوادرها لشرح الكثير من القانون الإنتخابي، نظراً لما يشوبه من غموض ونقاط غير واضحة تحتاج إلى شرح وتفسير، خصوصاً بما يتعلق بالترشح وتشكيل اللوائح وعملية الإقتراع واحتساب الأصوات قبل أن تصدر النتائج التي يتوقع كثير من المراقبين أنها ستحمل الكثير من المفاجآت، ما يعني أن الأشهر المقبلة، بدءاً من مطلع العام المقبل حتى موعد الإنتخابات في 6 أيّار المقبل، ستكون إنتخابية من بابها إلى محرابها.

Post Author: SafirAlChamal