المتمردون يعلنون عن تنظيم جديد من مخيم البداوي.. من هو؟… عمر ابراهيم

badawi2

كما كان متوقعا منذ بداية الازمة داخل حركة فتح الانتفاضة قبل عدة أشهر، فقد خرج ″المتمردون″ على إجراءات قيادتها المركزية في الشام، بقرار البقاء في الميدان ومواصلة ″طريق النضال″، عبر تنظيم جديد سيعلن عن ولادته يوم الأحد المقبل في مخيم البداوي، تحت اسم ″تنظيم حركة الانتفاضة الفلسطينية″.

هكذا وبعد ان استفحلت الازمة وسُدت كل الطرق أمام تسويات لعب اكثر من طرف لبناني وفلسطيني دورا فيها، في محاولة لإعادة لم الشمل، بات لزاما على قيادة فتح الانتفاضة ان تشرب بعد نحو ٣٥ عاما من نفس الكأس الذي أشربته لحركة فتح المركزية، عندما قرر مؤسسها أبو موسى الإنشقاق عن أبو عمار، وتشكيل تنظيمه، لاعتبارات سياسية وتنظيمية، مرتبطة بالتحالفات المحلية والإقليمية.

لم يكن أحد يتوقع بداية ان يصمد ″المتمردون″ في مواجهة الأزمة التي فجرها قرار قيادة فتح الانتفاضة في الشام، وقضى بفصل مسؤول الشمال أبو ياسر من منصبه وتعيين بديل له، وظن الجميع ان القرار سيمر مرور الكرام وسينفذ مع الوقت، لكن رفض أبو ياسر تسليم مراكز الحركة وعتادها في مخيم البداوي والالتفاف الشعبي حوله، عطل مفاعيل القرار وأفرغه من مضمونه وجعله حبرا على ورق، رغم ان قيادة فتح الانتفاضة سارعت الى تشكيل ذراع عسكري لها في البداوي مواز ″للمتمرد″ ابو ياسر إلا ان ذلك لم يغير شيئا في المعادلة.

صمود ″المتمردين″ في البداوي دفع قيادة الانتفاضة الى مزيد من الإجراءات ″التأديبية″ التي طالت كل من وقف بوجه قراراتها، ومنهم امين سر التنظيم في لبنان حسن زيدان ″ابو إيهاب″ فكان قرار فصله بمثابة ″الشعرة التي قصمت ظهر البعير″، ليتسع معها الشرخ داخل الحركة وتتعقد الامور وتقفل كل الأبواب امام حلول كان يسعى اليها البعض خشية حصول أية تداعيات أمنية داخل المخيمات، وهو ما كان يرفضه ابو ياسر ويشدد على حرمة الدم الفلسطيني.

الانشقاق من فتح الانتفاضة يأتي قبل اقل من اسبوعين على إحتفالاتها السنوية بذكرى انطلاقتها، ليزيد من تأزم أوضاعها الداخلية ومن حجم خسائرها التي بدأت منذ خسارتها مراكزها في العام ٢٠٠٧ لصالح تنظيم فتح الاسلام في مخيم البارد.

تنظيم حركة الانتفاضة الفلسطينية، سيكون أمين سره حسن زيدان، على أن توزع بقية المناصب لاحقا، وقد تم رسم شعار جديد له على أن تكون رايته العلم الفلسطيني، وسيعتمد على مراكز حركة فتح الانتفاضة في البداوي وفي باقي المخيمات سيقوم بتأمين مكاتب له.

يؤكد أبو ياسر  لـ″سفير الشمال″ أن ″التنظيم الوليد متمسك بالثوابت الفلسطينية وبحماية المخيمات ومنع العبث بأمنها، وان تكون البندقية وجهتها الوحيدة هي فلسطين″.

ويشير الى ان ″التنظيم سيعمل على تمويل نفسه ذاتيا، وهو ليس محسوبا لا على فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ولا على قوى التحالف الفلسطيني،” وسنعمل مع كل من يدافع عن فلسطين وعن حق العودة″.

ويوضح ابو ياسر ″أن الإعلان عن ولادة التنظيم جاءت بعد اتصالات ولقاءات مع أطراف لبنانية وفلسطينية، ونحن الى اليوم لا توجد لنا علاقة مع اي جهة إقليمية″.

وفي المعلومات، فان التنظيم الوليد لا توجد اي علاقة له مع سوريا، وهو اقرب الى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وهناك مساع لانتشاره في معظم المخيمات، من دون أن تكون هناك مواجهات مع فتح الانتفاضة.

Post Author: SafirAlChamal