معهد الصفدي للتدريب المهني: يجدد أمل الشباب بحياة أفضل

فتحت ″مؤسسة الصفدي″ باباً من أبواب التنمية الحقيقية في طرابلس، من خلال إطلاق ″معهد الصفدي للتدريب المهني المعجل″ رسميا، وتخريج دفعة من طلاب مشروع ″الدمج الاقتصادي لشباب طرابلس″، الممول من البرنامج الإقليمي للتنمية والحماية لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في لبنان والأردن والعراق RDPP، وذلك بهدف تطوير القدرات المهنية لدى الشباب ودمجهم اقتصاديًا عبر خلق فرص عمل لهم.

يعتبر ″معهد الصفدي للتدريب المهني المعجل″ حاجة ماسة في عاصمة الشمال على أكثر من صعيد، خصوصا أن طرابلس مصنفة في برنامج الأمم المتحدة الانمائي بأنها مدينة شابة وأن 60 بالمئة من أبنائها هم تحت سن الـ 24 عاما، كما أنها مصنفة في البرنامج نفسه، بأن فيها نسبا مخيفة في التسرب المدرسي تصل الى 57 بالمئة، فضلا عن البطالة المستشرية في صفوف الشباب التي تهدد مستقبلهم بشكل كبير.

من هنا فقد وضعت مؤسسة الصفدي إصبعها على جرح شبابي، ساعية من خلال معهدها الى معالجة ما أمكن منه، عبر إستقبال الشباب وتعليمهم مهن مختلفة تتعلق ضمن نطاق البناء على أيدي إختصاصيين، ومنحهم شهادة مصدقة من البرنامج الاقليمي للتنمية والمؤسسة، ونقابة المهندسين التي سبق أن وقعت بروتوكولا مع نائبة رئيس المؤسسة السيدة فيولات الصفدي، فضلا عن إعطائهم “عدة شغل” كاملة للطلاب كل بحسب إختصاصه، والسعي الى إيجاد فرص عمل لهم، أو فتح الآفاق أمامهم للتفتيش عن عمل يناسبهم، الأمر الذي سينعكس إيجابا على شريحة واسعة من الشباب لا سيما في المناطق الشعبية، وسيساهم في رفع المستوى الاجتماعي للعائلات الفقيرة، من خلال إيجاد معيل لها، أو تأمين دخل إضافي للعائلات.

لم تسع الفرحة خريجي الدفعة الأولى من “معهد الصفدي للتدريب المهني المعجل” ذكورا وإناثا وهم يتسلمون شهاداتهم وعدة الشغل، إيذانا باكتسابهم مهنة تقيهم شر الفقر والعوز، وتجعلهم عناصر منتجة في المجتمع، حيث أشار بعضهم الى أن يشعرون بولادتهم من جديد، مؤكدين أن الدنيا باتت أجمل، وأن الأمل تجدد بحياة أفضل، طالما أصبح في يدنا مهنة نستطيع من خلالها أن نؤمن مستقبلنا، شاكرين مؤسسة الصفدي ورئيسها النائب محمد الصفدي على هذه المبادرة.

وكانت مؤسسة الصفدي إحتفلت بالافتتاح الرسمي للمعهد وبتخريج الدفعة الأولى، برعاية مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار وحضور شخصيات سياسية ودينية وإجتماعية وإقتصادية وحشد من المهتمين.

بداية رحبت الزميلة أمال إلياس بالحضور تحدث المفتي الشعار فشدّد على “أهمية معاهد التدريب، وسط ازمة المجتمع التي تراكم فيها الاهمال والنسيان والجهل والبطالة والفقر”، منوّها بـ”همّة وإرادة وسعي النائب الصفدي على تحقيق هذا الحلم الذي يتحول الى حقيقة للنفوس التي استعصت على جرائم الإدمان على المسكرات والمخدرات”.

وإعتبرت ممثلة البرنامج الاقليمي للتنمية والحماية ميراي شيحا ان “معهد الصفدي لن يكون نظريًا فقط انما عمليًا ايضًا، فمعظم الحصص مخصصة للتطبيق العملي في المركز او في خارجه حسب الحاجة والإمكانية ولتطابق مع احتياجات سوق العمل وأربابه”.

من جهته، إعتبر النائب محمد الصفدي ان “طرابلس ما زالت على رأس قائمة المناطق التي لم يشملها الانماء المتوازن رغم مرور أكثر من 25 سنة على إرساء دستور الطائف، مشيرا الى انها “تئن من الاهمال الرسمي رغم معرِفة الجميع وإدراكهم الكامل لأهمية موقعها الإستراتيجي المؤثّر في أوقات السلم والحرب على حدّ سواء”، مشددًا على انها “تسجّل أعلى نسبة فقر وبطالة في لبنان وعلى حوض البحر الأبيض المتوسط، ما يجعلها أرضا خصبة لإستخدامها منطلقا لإثارة التوتر وعدم الاستقرار”.

واذ أمل الصفدي أن “تُدرج طرابلس على لائحة أولويات السُلطة لجهة الإنماء الإقتصادي والإجتماعي وأن  تكون جزءًا أساسيًا من الخطة الاقتصادية الشاملة التي تعمل الحكومة على وضعها اليوم”، اشار الى ان “”مؤسسة الصفدي” تقوم بمبادرات عديدة بدعم من المؤسسات الدولية وبالتعاون مع بعض الجهات الرسمية والخاصة”، واصفًا المعهد بـ”واحة أمل للطلاب الذين يتدربون على مهن يتعلّق معظمها بالبناء، مشددًا على”أهمية إيجاد فرص عمل لهم”، ومشيرا الى “اننا اليوم نُخرِّج 22 متدربًا من أصل ألف متدرّب سيتخرجون سنويًا، وهم الدفعة الأولى من متدرّبينا، أكثر من 11 منهم قد بدأوا العمل والإنتاجية مباشرةً فور انتهاء التدريب”.

وتوجّه الى المتخرجين مشيرا الى ان “تجاوبكهم من خلال التسجيل والتدريب يُشكّل رسالة للجميع بأن شباب طرابلس يريدون الحياة ويتطلعون إلى مستقبل زاهر”، معتبرا انهم “ينطلقون حائزين وثيقة موقعة من نقابة المهندسين و”مؤسسة الصفدي” ما سيساهم بانتقالهم إلى مرتبة لا عودة فيها إلى الوراء”. وأمل الصفدي تحقيق حلم آخر الا وهو افتتاح مركز للدراسات الاسلامية.

ختامًا، سلّم المفتي مالك الشعار، النائب محمد الصفدي وعقيلته رئيسة برنامج اعادة النهوض بطرابلس القديمة فيولات الصفدي، ممثلة البرنامج الاقليمي ميراي شيحا، ونقيب المهندسين بسام زيادة، الشهادات وعدّة العمل للمتخرجين قبل قطع قالب حلوى التخرّج.

Post Author: SafirAlChamal