شارل جبور يوحي بحقد قواتي.. ويورّط جعجع مع الحريري… غسان ريفي

مهما حاول ″سعاة الخير″ أن يرأبوا الصدع الحاصل بين ″القوات اللبنانية″ و″تيار المستقبل″، فإن العلاقة السياسية بينهما حتى الآن ليست بخير، خصوصا بعدما أوحى رئيس جهاز الاعلام والتواصل القواتي شارل جبور بخلاف يصل الى مصاف ″الحقد″، وذلك في معرض رده على كلام هادئ ساقه أمين عام “تيار المستقبل” أحمد الحريري في برنامج ″الحدث″ على شاشة تلفزيون ″الجديد″ مع الزميلة سمر أبو خليل، عندما طلب توضيحات من القوات حول سلوكها في المرحلة الماضية.

كلام جبور جاء وفق قاعدة: ″كاد المريب أن يقول خذوني″، حيث أن أحمد الحريري نفى لبرنامج ″الحدث″ أن تكون ″القوات″ من ضمن المصنفين بـ”الخونة”، لكنه طرح علامات إستفهام حول سلوكها حيال الرئيس الحريري، من دون أن يشير الى اللقاء المرتقب بين الحريري وجعجع، ومن دون أن يبدي أي موقف منه، في حين أن جبور سارع الى الرد، مؤكدا أن ″إتهام القوات مرفوض ومردود على أصحابه″، ومشددا على ″أننا لا نقبل أن نكون موضع تشكيك من أحد”، ليختم بالقول: “لن نسمح لأحد بالتطاول على القوات، وإذا إهتزت علاقة المستقبل بالمملكة، فعليه مراجعة مساره ومسيرته بدلا من تحميل المسؤوليات لغيره، وعلى حد علمي لم يطلب الحكيم اي موعد من الرئيس الحريري، ومن قال أن الحكيم يريد رؤية الشيخ سعد″.

كلام جبور إما أن يكون متسرعا ونابعا من إجتهاد شخصي، وقد أدى الى توريط رئيس القوات سمير جعجع أكثر فأكثر مع سعد الحريري، وهذا يتطلب توضيحا من القوات للمستقبل، أو التبرؤ من كلام جبور والتأكيد على أنه لا يعبر عن مكنونات القواتيين، أو أن ما قاله جبور يعبر جديا عن مزاج القواتيين تجاه المستقبل، وهذا يدل على أن ثمة أزمة كبرى بين الطرفين لا يمكن أن يصار الى حلها بلقاء يجمع الحريري وجعجع، لأن الأمر يدل على قطيعة سياسية من الصعب الرجوع عنها أقله في الوقت الحالي.

تشير المعلومات المتوفرة الى أن الرئيس سعد الحريري منذ عودته عن الاستقالة يطلب من نوابه ووزرائه وكوادره عدم إنتقاد القوات اللبنانية بشكل علني في تصريحاتهم أو في إطلالاتهم الاعلامية، كونه يريد أن يكون هذا الموضوع محصورا به دون سواه.

علما أن مقربين من الحريري يؤكدون أن ″التخبط الذي ظهر فيه سمير جعجع لدى إعلان الاستقالة وبعد العودة عنها، يوحي بأنه لم يكن على علم ودراية بما كان يحضّر للحريري في السعودية، وربما كان يقتصر علمه فقط على أن السعودية ستجبر الحريري على الاستقالة، ولم يلفت نظره أو يحذره من ذلك.″

ويرى المقربون أن ″كل ما يقصده الحريري عن التوضحيات يتعلق بسلوك القوات داخل الحكومة لجهة لعب دور الخصم فيها، سواء من حيث التهديد بالاستقالة، أو الهجوم على القرارات الحكومية وبعض المشاريع، والمحاولات الدائمة للنيل من التفاهم القائم بين الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، والانتقادات المباشرة لرئيس الحكومة″.

وتقول مصادر مستقبلية لـ″سفير الشمال″: ″إن شارل جبور إنفعالي بطبعه، وكلامه كان غير مطابق للواقع القائم، ونعتقد أن رده لم يكن منسقا مع قيادة القوات، لذلك فإن الأمر يحتاج الى توضيح إضافي، وعلى جبور أن يخفف من هذه ″النتعات″ التي لا تليق بشخص في موقعه الاعلامي ضمن حزب مسيحي كبير له إمتداده على الساحة اللبنانية″.

وتؤكد هذه المصادر أن ″إنفعال جبور كان في واد، والعلاقة بين المستقبل والقوات في واد آخر، حيث أنها ما تزال جيدة، ولم يصل الأمر الى هذا الجو الحاقد الذي أوحاه جبور لا من قبل قيادات القوات، ولا من قبل قيادات المستقبل″، كاشفة أن ″الجهود تنصب على عقد لقاء مصارحة بين الحريري وجعجع لتوضيح كل ما حصل في المرحلة الماضية″.

هذه الأجواء عكسها أيضا، منسق قطاع الاعلام في تيار المستقبل عبدالسلام موسى الذي رد على الرد الانفعالي لـ شارل جبور، مؤكدا ″أنه قرأ تصريحات أحمد الحريري بالمقلوب″. وقال: س″نعتبر ردة فعل جبور كأنها لم تكن، لأن العلاقة مع القوات أوضح وأعمق من أن تعالج بالصراخ″.    

Post Author: SafirAlChamal