عكار: وزير التربية يعين رئيسا للمنطقة التربوية ثم يتراجع.. لماذا؟… نجلة حمود

أثار قرار وزير التربية مروان حمادة الصادر أول من أمس والقاضي بتنظيم العمل في المناطق التربوية المستحدثة في عكار وبعلبك ـ الهرمل وإجراء عملية تسلم وتسليم، واصدار قرار بنقل عدد من الأساتذة الى المنطقة التربوية في عكار، ″انتفاضة″ لدى جمهور ″تيار المستقبل″ رافقها حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لحساسية الموقع الذي أثار العام المنصرم حملة واسعة ضد الوزير إلياس بوصعب، الذي كان أصدر قرارا في تشرين الثاني من العام 2016 تم بموجبه تعيين خليل قسطون رئيسا للمنطقة التربوية بالوكالة.

هذا السلوك إعتبره حينها ″الجمهور الأزرق″ تهميشا للطائفة السنية عبر تأكيده بأن المناصفة ″غير موجودة كما أن العديد من هذه المراكز كان يشغلها موظفون من الطائفة السنية تم إقصاؤهم لمصلحة الطوائف المسيحية″.

يتسلح ناشطو ″المستقبل″ بلائحة وظائف الفئة الثانية في عكار والطوائف التي ينتمي اليها موظفو هذه الفئة، لافتين الانتباه الى “أن عهد وزير التربية إلياس بوصعب شكل إجحافا لجهة تعيين رئيس المنطقة التربوية، ودائرتي التربية والإرشاد والتوجيه، من الطائفة المسيحية ما جعل رئاسة المراكز التربوية الخمس (إضافة اليهما التعليم المهني، ودار المعلمين) من لون طائفي واحد.

″القرار الخديعة″ كما يصر ″ناشطو المستقبل″ على تسميته، إستدعى تدخلات سياسية إن كان عبر عضو لجنة التربية النيابية بهية الحريري وحتى على مستوى رئيس الحكومة سعد الحريري الذي تشير المعلومات الى أنه طلب تهدئة الأمور واصدار مذكرة من قبل الوزير حمادة تلغي المذكرة الأولى.

″نحن نعول على تطورات لافتة في هذا الملف من شأنها أن تعيد التوازن الطائفي المطلوب على صعيد الوظائف العامة في عكار، مع التأكيد على أننا لسنا طائفيين ونأسف للمستوى الذي أوصلنا اليه مسؤولونا بسبب المصالح الضيقة والمحسوبيات″، تقول مصادر قيادية في المستقبل.

خطوة الحريري يضعها متابعون في إطار الأولويات، ″لأن الشارع السني محبط من هذه الممارسات والتعيينات، فمعطم الموظفين هم من لون سياسي وطائفي واحد وهذا أمر غير مقبول على صعيد محافظة كمحافظة عكار″.

نجح الحريري في امتصاص الغضب على المستوى السياسي، وهو اليوم مطالب من جمهوره في عكار بالطعن بعدم قانونية هذه التكليفات كونها أقرت خلال فترة تصريف الأعمال وهي كانت تحتاج إلى توقيع مجلس الوزراء كي تصبح نافذة.

في مقابل ذلك رأت مصادر تربوية متابعة ″أن هذا الأمر يعد سابقة لجهة اصدار قرار والغائه في اليوم التالي، متسائلة كيف يمكن لوزير أن يعجز عن تسيير شؤون دائرة عامة فيعود عن قراره في حين يتم العمل في باقي الدوائر المستحدثة من دون أية مشاكل؟.

قضية المنطقة التربوية في عكار، بحسب قيادي في المستقبل تؤكد “أن مسألة الانسجام بين أنصار تيار المستقبل وأنصار التيار الوطني الحر بحاجة للكثير من الوقت لرأب الصدع الحاصل بسبب الاعتراض على الكثير من التعيينات والأمور الخدماتية المتعلقة بوزارات التيار الوطني الحر، فهل سينجح الحريري بهذه المهمة″؟

Post Author: SafirAlChamal