فيصل كرامي يتمسك بـ حراسة القضية.. لبيك يا فلسطين

karami 2

عبرت طرابلس عن نبضها العروبي التاريخي المتمثل بوقوفها الدائم الى جانب قضية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، فالمدينة بالرغم من كل ما تشهده من أزمات وحرمان وإهمال على المستوى الرسمي، لا تضيّع البوصلة في ظل وجود ″حراس القضية″ الذين يتوارثونها أبا عن جد، فيرفعون الصوت، ويجمعون الناس على كلمة سواء: ″لبيك يا فلسطين″.

فيصل كرامي أحد هؤلاء الحراس، وهو المتسمك بإرث جده عبدالحميد وعمه الشهيد الرشيد ووالده عمر كرامي، سائرا على خطاهم، وعاملا بوحي مواقفهم وأبرزها أن ″لا كرامة للعرب من دون فلسطين″، مستلهما خطى المناضل فوزي القاوقجي، والزعيم جمال عبدالناصر للزحف نحو القدس التي كانت عنوان اللقاء الذي دعا إليه في دارته، وأعطى نموذجا عن الوحدة الوطنية التي تتجسد دائما في البيت الكرامي في الثوابت والمبادئ، لرفع الصوت من طرابلس عاصمة العروبة بأن ″القرار الأميركي ليس قدرا″.

من طرابلس وفي حشد جماهيري إستثنائي، هتف فيصل كرامي لا لأميركا ورئيسها ترامب، ولا للوعد المشؤوم، بل لبيك يا أقصى، ولبيك يا بيت المقدس ولبيك يا فلسطين، مؤكدا أن قوى الظلام مهما إمتلكت من قوة عسكرية ومن خبث سياسي ومن تفاهة دبلوماسية، بل مهما امتلكت من دجل ونفاق وحجج توراتية مزيفة، فهي لن تتمكن من مسّ شبر واحد من القدس لأن لكل شبر في ارضنا المقدسة مقاوما يتصدى للطغيان وشهيدا يحرس الأرض بالدم، لأن الحق أقوى من الباطل.

حدد فيصل كرامي في كلمته إتجاه البوصلة، فأكد ″أن وجهتها فلسطين ولا مكان آخر غير فلسطين، معتبرا أن في ظل هذه الظروف صارت الفتنة المذهبية عيبا وعارا ورجسا من عمل الشيطان، مؤكدا أننا مع أبطال فلسطين بالفعل والقول والهتافات والشعارات والبنادق، لقيادة هذه الأمة الى قبلتها والى كنائسها والى ارضها المقدسة والى شرفها وكرامتها التي تكاد تسقط في حروب العار بين العرب والعرب وفي حروب العار بين السنة والشيعة وفي حروب العار بين المسلمين والمسيحيين″.

رأى كرامي ″أن الفلسطينيين هم طليعة الصحوة والنهضة، وهم إنتفاضة الشرف والكرامة، والقادة في هذا الزمن الأسود الذي تبدو فيه الأمة بلا قادة، مشددا على أن وجدان العرب لا يعبر عنه النظام العربي الرسمي ولا هذه الجامعة العربية التي لا نعرف ماذا تشتغل، ولا الحكام الذين يهرولون الى التطبيع في السر وفي العلن، بل ان وجدان العرب هو فلسطين والقدس، وأي حديث عن عملية سلام هو اليوم حديث مشبوه، فلا اوسلو ولا وادي عربة ولا كامب دايفيد ولا محادثات مدريد ولا مبادرة بيروت للسلام، كلها لا قيمة لها بعد اليوم، بل ان اي صوت يخرج مناديا بالسلام مع هذا العدو الفاجر المدعوم من قوة عظمى تفوقه فجورا هو ايضا صوت مشبوه. لقد قالها لنا الزعيم جمال عبد الناصر منذ البداية: ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة. وها نحن نقول مجددا لا نريد سلاما ولا نريد مفاوضات ولا نثق بكل ما يدور من نفاق وفجور، وكما حررنا أرضنا في لبنان بقوتنا فإننا على الجبهات مع الفلسطينيين لتحرير واسترداد القدس بالقوة وبالمقاومة″.

وأكد كرامي ″أن التاريخ لا تصنعه قرارات لنقل السفارات من مكان الى آخر، والمستقبل ليس رهينة لرغبة أميركا او غير أميركا، التي سيأتي اليوم القريب الذي تندم فيه على اللحظة التي قررت فيها ان تستوطن سفارتها مدينة القدس″.

كشف كرامي للحشد الذي تفاعل مع كلمته هتافا ورفعا للأعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بالقرار الأميركي، ثلاث حقائق، الأولى الانكشاف الفاضح للهوية الصهيونية لهؤلاء الذين يحكمون اميركا وهذا ليس أمرا سيئا، اذ آن الأوان لكي يكتشف العرب من المحيط الى الخليج هذه الحقيقة، وليقرروا بعد ذلك في أي اتجاه يكونون، فالحق بيّن والباطل بيّن، ولا مجال لتضييع البوصلة.

والثانية هي انكشاف هذا التخاذل المريع لدى المنظمات والمؤسسات المسيحية والاسلامية الدولية وهذا ايضا ليس سيئا، اذ آن الأوان لكي ندرك الحقيقة، والحقيقة عبر عنها الفلسطينيون عبر اتخاذ القرار لحظة اعلان ترامب بنزع شجرة الميلاد في بيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام وفي اطفاء الأنوار في المسجد الأقصى الشريف قبلة المسلمين.

والثالثة وصفها كرامي بالأشنع، كونها تتمثل بانكشاف مواقف الدول العربية التي اكتفت ببيانات الاستنكار لتؤكد لنا ان العرب يعيشون اسوأ مرحلة في تاريخهم. فالعرب يشنون الحروب على بعضهم البعض، والعرب يدخلون في صراعات مجانية، والعرب يخترعون بدعا جديدة في كل شيء لكي يبرروا لأنفسهم تضييع البوصلة وتضييع القضية وبيع فلسطين والتخلي عن القدس، والحق ان هؤلاء العرب يتحملون المسؤولية الاولى في تجرؤ اميركا علينا وعلى مقدساتنا وعلى كراماتنا، وان انكشاف هذه الحقيقة الثالثة ليس سيئا، اذ يجب ان يعرف الفلسطينيون الابطال انهم وحدهم وان عليهم ان لا يتكلوا على احد وانهم قادرون عبر مقاومتهم على تغيير مجرى التاريخ”.

وختم معلنا الجهوزية، وأنه متى ينادينا الشعب الفلسطيني سنلبي النداء.

Post Author: SafirAlChamal