يا مولانا خفِّف عنّا!… عبد الفتاح خطاب

من باب المحبّة والتقدير لأصحاب الفضيلة علمائنا الأجلاء وأئمة المساجد بصورة خاصة، أقول أن لدى عدد منهم مُشكلة مُزمنة مع المذياع (الميكروفون)، فما أن يتمكنوا منه (في أي مناسبة كانت، أو مكان) حتى يسترسلون في التحدث إلى ما لانهاية، ولا يتخلون عنه إلا بشقّ النفس!

موضوع آخر وهو الدعاء المُطوّل المُسترسل لنُصرة ومساعدة أهل فلسطين وسوريا والعراق وأفغانستان والصومال وتايلاند وميانمار (بورما) وغيرها على تخطي مصائبهم ومآسيهم .. وماذا عن أهل هذا البلد الذين يُعانون في رزقهم وعيشهم وأمنهم وراحة بالهم منذ عقود؟! ألا يستأهلون الدعاء وطلب الرحمة والغيث والتآزر؟!

وإذا كان الدعاء إلى ربّ العزّة، والإستنجاد به مُستحباً، فلماذا الإقتصار على الدعاء والطلب بأن يُسقط الله السماء على أعداء الأمّة، أو يخسف بهم الأرض أو يجعلها عليهم نارا أو فيضاناً، وأن يدمّرهم ونساءهم وذرياتهم، بدلاً من حثّ الناس على التحرّك من منطلق ″واعدوا لهم″، وكذلك ″اسعَ يا عبدي وتوكل عليّ أبارك سعيك″.

ثم هناك أسلوب مُخاطبة وأخذ المُصلين بالشدّة والزعيق، وكأنه تهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور! هؤلاء أناس قدموا إلى المسجد بملء إرادتهم، وهم يستأهلون المدح والثناء والتشجيع على ذلك وليس العكس!

وما سبق أعلاه هو غيضٌ من فيض!

يا مولانا .. خفِّف عنّا يرحمكم الله!

Post Author: SafirAlChamal