لقاء الضنية تضامناً مع القدس: باقون على ثوابتنا… عبد الكافي الصمد

أكثر من محطة هامة حفل بها اللقاء التضامني الذي أقامه النائب السابق جهاد الصمد في دارته في بلدة بخعون ـ الضنية، رفضاً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن فيها إعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ومن ثم قراره بنقل سفارة بلاده إليها من تل أبيب.

فالقرار كان تعبيراً عن موقف الضنية العروبي الأصيل بالوقوف إلى جانب قضايا الأمة العادلة والقومية، وعلى رأسها قضية فلسطين، وهو كان اللقاء التضامني الوحيد الذي أقيم في الضنية على هذا المستوى، لأن أغلب القوى السياسية في الضنية غابت عن السمع، وبقية اللقاءات التضامنية إقتصرت على نشاطات مدرسية ضيقة، ما دفع الشيخ محمود عبود هرموش الذي ألقى كلمة في اللقاء إلى اعتبار أن النائب السابق الصمد بتنظيمه هكذا لقاء “أدى فرض كفاية رفع به الإثم عن الضنية كلها”.

أما أبرز ما يمكن التوقف عنده في اللقاء، فيمكن إيجازه في النقاط التالية:

أولاً: كان الحضور الشعبي الذي حضر اللقاء غفيراً، تقدمه رؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين مسلمين ومسيحيين وحشد من أهالي المنطقة، أعطى إنطباعاً أن القضية الفلسطينية ما تزال حاضرة بقوة في عقول قلوب أهالي منطقة إمتاز تاريخها بدعمها القضايا الوطنية والعربية والإسلامية.

ثانياً: أكد رئيس بلدية بخعون زياد جمال في كلمته أن اللقاء هو للإعلان باسم الضنية الأبية، من دار المرحوم مرشد الصمد التي لم تتوان أبداً عن الوقوف إلى جانب قضايا الأمة، موقفاً تضامنياً حازماً مع القدس الشريف، وأنه بعد مئة عام على وعد بلفور يأتي قرار ترامب، إغتصاباً جديداً بأسلوب جديد، من لا يملك يعطي من لا يستحق، و″البانكي يمنح اللص″.

ثالثاً: توافق خطيبا اللقاء، الشيخ سليم الحلبي إمام وخطيب مسجد بخعون الكبير وكاهن رعية حقل العزيمة للروم الأرثوذكس الأب جورج داود، على موقف واحد للمسلمين والمسيحيين من قضية القدس، فالحلبي رأى أن ″فلسطين اليوم هي أرض محتلة من شذاذ الآفاق، بدعم من أميركا ودول الغرب″، ورأى داوود أن ″القدس تئن أنين المتألم، وهي مدينة الحضارة والتراث والتاريخ، وأنها توجعت كثيراً خلال الأزمنة السابقة، واليوم اليهود يعيثون فيها فساداً بدعم من بريطانيا وأميركا″.

رابعاً: تضمنت كلمة النائب السابق الصمد رؤية سياسية إستراتيجية لمقاربة قضية القدس، تشكل خطة عمل وخارطة طريق لكل الساعين وراء إسترجاع فلسطين ومعها القدس، وتحريرهما من رجس الصهاينة، فقد شدد على أن ″من لا يعرف ماضيه لا يمكن أن يعيش حراً، أو يبني مستقبلاً. علينا أن نعرف ما هي حقيقة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وهنا أتوجه إلى الشباب الحاضرين معنا، لأنهم هم من سيحمل الراية والقضية، وهم مطالبون بمتابعة مسيرة النضال من أجل استرجاع الحقوق والكرامة″.

وأكد أن ″القدس ليست للفلسطينيين فقط، القدس هي لكل المسلمين والمسيحيين ولكل إنسان لديه الحد الأدنى من القيم والأخلاق، القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، القدس هي المسجد الأقصى، القدس هي مهد السيد المسيح وكنيسة القيامة، القدس هي حياتنا وهي حاضرنا، هي مستقبلنا وهي تاريخنا، وهي تراثنا الذي لن نتنازل عنه أبداً″، مشدداً على أن ″الحق الذي لا تحميه قوة يضيع، وهذا ما حصل في فلسطين، وإسرائيل زرعت في هذه المنطقة بالقوة، وهذه الأمة فيها كل المقومات البشرية والمادية والعقول لامتلاك القوة التي تحرر وتحمي وتردع″، وعلينا العودة إلى مقولة الزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر: ″ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة″.

الصمد الذي حذر من تضييع البوصلة، ″ولتكن بوصلتنا دوماً فلسطين والقدس، لأن عدو الأمة الأوحد هو إسرائيل، ومن يقف معها ومن يدعمها وعلى رأسهم أميركا التي تقف مع الظلم والظالمين وتحمي الطغاة”، طالب الدول العربية والإسلامية “بقطع العلاقات الديبلوماسية مع أميركا، ومقاطعة المنتجات والبضائع الأميركية كافة″.

Post Author: SafirAlChamal