يجتاح مياه نهر بزيزا تلوث كبير ناتج عن مجاري المعامل المحيط به، وعن الزيبار التي تصدر من معاصر الزيتون.
رغم الشكاوى المتعددة، من البلدية والناشطين البيئيين، فان الوضع ما يزال على حاله من دون إعتماد المخالفين للحل المتفق عليه، خلال الاجتماع الذي عقد في مبنى البلدية، لجهة انشاء حفرة لتجميع هذه المياه المبتذلة، وضخها في شبكة الصرف الصحي العامة في الكورة.
يؤكد نائب رئيس بلدية بزيزا نعيم عيد حرص البلدية على المحافظة على البيئة ونظافة البلدة ومياهها الجوفية من اي تلوث، مشيرا الى ″الشكاوى ومحاضر الضبط التي وجهتها البلدية، منذ شهرين تقريبا، الى اصحاب المعامل، والبلاغات الرسمية لمخفر درك اميون عن تلوث النهر، والاستشارة التي وجهت لاتحاد بلديات الكورة، ومؤخرا طلب مؤازرة وزارة الطاقة والمياه″.
ويشدد عيد على أن ″الاجتماع الذي عقد في البلدية كان بناء على طلب المخالفين لايجاد حل للمشكلة، وهم الذين إقترحوا إنشاء حفرة امتصاص لادارة ما يتسرب من المعامل، عند الجسر الكائن في مدخل البلدة، وعلى حسابهم الخاص، على ان تقوم البلدية بوصل شبكات الصرف الصحي الداخلية بالحفرة ومنها يتم الضخ الى شبكة الصرف الصحي العامة في الكورة، ما يجنب النهر اي نوع من التسربات الملوثة لمياهه.″
ويعتبر عيد ان الوضع دخل في مرحلة المحظور، لاسيما ان البلدية عملت على مراجعة المخالفين للايفاء بتعهدهم بانشاء الحفرة، ولكن من دون جدوى.
من جهته يؤكد رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم أن هذه المشكلة ″موضوعة للبحث، لاسيما ان معاصر الزيتون تعمل بشكل موسمي، في غالبية قرى وبلدات القضاء، والاشكالية موجودة في كل منها، ابتداء من شهر تشرين الثاني لغاية نهاية كانون الثاني، بغياب شبكة عامة للصرف الصحي، وفي ظل تقنية صعبة ومعقدة ومكلفة للتخلص من زيبار الزيتون او تصنيعه″.
ويشير بوكريم الى ″وجود محاولة سابقة، من قبل وزارة البيئة، في بزيزا، للتخلص من الزيبار باءت بالفشل″، مركزا على ″أن الحلول الجذرية ليست على المدى القصير، نظرا للحاجة لمشاريع أكثر اهمية بيئيا، ومنها الصرف الصحي والنفايات المنزلية″.
وفي سبيل رفع الضرر عن مجرى نهر بزيزا، يكشف بوكريم عن المراسلات الخطية التي وجهها الى الشركة الفرنسية المشغلة لمشروع الصرف الصحي، للتثبت من صحة جر زيبار الزيتون في الشبكة، فجاء الجواب شفهيا باستبعاد وجود اشكالية، وهو بانتظار الجواب الرسمي الخطي بذلك.
ويشدد بوكريم على الحاجة لاستكمال مشروع الصرف الصحي في بلدة بزيزا، حيث أن شبكة الصرف الصحي، التي تمر بالبلدة من منطقة البترون في كفرحلدا وتتابع الى بنهران وصولا الى اميون، تستفيد منها بزيزا جزئيا. لذلك طلبت البلدية من وزارة الطاقة والمياه اجراء دراسة لاستكمال الشبكة في البلدة، وبحسي غلمنا فإنها بصدد القيام بذلك.
