دبوسي يطرح شعار ″الأمن والاستقرار يحققان الازدهار″ في بيت الوسط

economin33

″الأمن والاستقرار.. يحققان الازدهار″، شعار أراده رئيس غرفة التجارة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي عنوانا للقاء الذي عقد في بيت الوسط بدعوة منه، بين رئيس الحكومة سعد الحريري، وبين وفد كبير من أعضاء مجلس إدارة الغرفة ورجال أعمال وشخصيات إقتصادية وإجتماعية ونقابية وأكاديمية وهيئات أهلية ومدنية وإعلامية من مختلف المناطق الشمالية.

شعار اللقاء الذي رفعه دبوسي تلاقى مع تطلعات الرئيس الحريري الذي أكد من جهته أنه″ من دون الاستقرار وتوفير الأمن والأمان للمواطن، لا ازدهار ولا اقتصاد″.

اللقاء كان مناسبة للبحث في كل القضايا التي تهم طرابلس والشمال، ولعرض دورهما ووظيفتهما الجديدة إنطلاقا من مبادرة ″طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية″ التي أطلقها دبوسي من أجل تحقيق نهوض لبنان من طرابلس، وكانت مناسبة قدم فيها دبوسي كتيّب المبادرة الى الرئيس الحريري.

بداية تحدث دبوسي فشدد على أهمية الاجماع الوطني والإلتفاف الدولي حول شخص الرئيس سعد الحريري الذي لم يكن وليد الفراغ بل جاء نتاجاً لمسيرة طويلة مليئة بالتضحيات التي ساعدت على ترسيخ دعائم الثقة في تلبية تطلعات اللبنانيين والتمسك بالمواقف الوطنية الشجاعة والإلتزام بخيار الإنتماء الى العروبة وإقامة أوسع علاقات التفاهم والتعاون مع المجتمع الدولي بجنسياته المتعددة، لافتا الى أن الرئيس الحريري مؤمن بذاته وبإكمال المسيرة التي أطلقها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإرتضى تحمل المسؤولية وأن يكون أباً للبنانيين وهو لا يزال فتياً من حيث الأعمار ولكن العقول والقيادات لا علاقة لها بالأعمار وهي مسؤولية كبيرة جداً.

وقال دبوسي: ″هذا اللقاء الذي يجمعنا بدولتكم وبحضور هذه النخبة المختارة والفاعلة من أبناء طرابلس والشمال ينعقد تحت عنوان محوري “الأمن والإستقرار يحققان الإزدهار”، والإستثمار في طرابلس يعود بالمنفعة على الصعيد العام وعلى مختلف المستويات، وأعود لأشدد على مقولتي أن “لبنان يحتاج طرابلس ولكن الخطوة الأولى لدولتكم وأنا أصر على ذلك، فمنذ أن أطلقنا مبادرتنا “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” ووضعناها بين أيدي دولتكم لا زالت تستدعي إعتمادها وتسميتها رسمياً من قبل الحكومة اللبنانية″.

وسلط دبوسي الأضواء على الأوضاع المحيطة بمدينة طرابلس ومناطق الجوار كاشفاً عن حاجاتها الملحة التي تتطلب إهتماماً ومتابعة إستثنائية من الدولة اللبنانية وتتلخص بتوفير البنى التحتية من طرقات وإنارة وتطوير وتحديث مرافقها العامة التي تشكل مواطن القوة التي تمتلكها طرابلس وتشجيع الإستثمار فيها لأن لبنان يحتاج طرابلس والشمال اللتين هما على استعداد لإستقبال كل اللبنانيين أبناء الوطن الواحد  والأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين للإستثمار المفيد على كل المعايير والمقاييس شرط أن يتم التعاطي مع طرابلس ومناطق الجوار على أنها في مرتبة الصف الأول من أجل بناء الوطن، ونحن لا نقبل إلا أن تكون طرابلس الصف الأول والإقلاع عن التعاطي معها منذ عقود أي منذ ولادة لبنان الكبير عام 1920 بما لا يتناسب مع مكانتها وموقعها ودورها في التركيبة الوطنية وهذا ما نشدد عليه بأننا لا نرضى إلا أن نكون دائماً في الصف الأول معك وحولك من أجل بناء الوطن”.

ثم تحدث الرئيس سعد الحريري مرحباً بالحضور وأعرب عن ارتياحه لما تم التوصل إليه في مجلس الوزراء الذي إنعقد مؤخراً، مؤكداً أن ما صدر كان قرارا حكوميا، بالتزام كل المكونات السياسية الممثلة في الحكومة بالنأي بالنفس عن الشؤون الداخلية للبلدان العربية وعن الصراعات والحروب في المنطقة، معلناً أنه سيتابع شخصياً تنفيذ القرار.

وقال: “الكل يعلم المراحل الصعبة التي مررنا بها خلال الأشهر الماضية، ولكن الهدف الأساسي كان تدوير الزوايا والتركيز على الاستقرار في البلد، لأنه من دون الاستقرار وتوفير الأمن والأمان للمواطن، لا ازدهار ولا اقتصاد”.

وتابع: “لقد تريثت في اعلان استقالتي بناء على طلب رئيس الجمهورية، ولكن بعد أن تم الالتزام بتحقيق النأي بالنفس، فعلا وليس قولا فقط، عدت عن هذه الاستقالة، وأنا شخصيا سأتابع موضوع تنفيذ النأي بالنفس. لان الخروج على الالتزام سيضع لبنان في دائرة الخطر من جديد. الموضوع لا يتعلق بسعد الحريري، انما يتعلق بلبنان ومصلحة اللبنانيين، الذين يدركون أن مصلحتهم الأساسية هي مع دول الخليج والأشقاء العرب”.

وأضاف: “الرئيس الشهيد كان يقول دائما “القلب على الشمال”، وقد يكون الشمال مر بمراحل من الإهمال، إلا أننا في هذه الحكومة عقدنا اجتماعات كثيرة لكل المحافظات، وركزنا على محافظة الشمال بشكل خاص، وقررنا عقد جلسة لمجلس الوزراء في طرابلس آمل ان تتحقق في المرحلة المقبلة وان تصدر عنها قرارات مهمة. والأهم أننا عملنا على مشروع أساسي للبلد يقضي بالاستثمار في كل البنى التحتية بكلفة 16 مليار دولار، وهو المشروع الذي يخضع للدرس والتعديل مع كل الجهات المعنية، قبل عرضه على مجلس الوزراء ومجلس النواب.

ولفت الرئيس الحريري الى أن “الكل يرى ما يحصل حولنا من حرائق وحروب، وهناك من يطلب منا رفع الصوت واطلاق العنتريات التي لا وظيفة لها سوى الأضرار بالبلد. لكن موقفنا واضح، ولن نأخذ بأي دعوات عشوائية. فنحن وحزب الله على خلاف في عدة أمور، ولَم  نتوافق عليها لا من قريب ولا من بعيد ، وكنا امام خيار من اثنين، إما أن نصعّد خلافاتنا السياسية ونرفع منسوب التوتر والحملات المتبادلة بالبلد، وإما أن نعترف أننا على خلاف مع الحزب وهو على خلاف معنا، ونبادر إلى الاهتمام بشؤون المواطن الاقتصادية ومسألة النازحين وتوفير الخدمات وغيرها من الأمور. وهذه هي الطريقة التي قررت ان اعمل بها، وهي الطريقة التي اعتمدها الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبلي ونجحت في تحقيق حقيق إنجازات على مستوى الوطن.  غيري يفضل أن يصعّد الخطاب السياسي، أما أنا فأعتقد أن الناس تحتاج إلى  الإنجاز في كل المجالات”.

وختم الحريري: “علاقتنا مع السعودية ودول الخليج جيدة جدا، وسترونها في تحسن مستمر إن شاء الله. وهناك تحد في هذا الموضوع فيما يخص النأي بالنفس الذي سنحرص عليه، لأن هذا هو المسار الوحيد الذي ينقذ البلد، وأنا فخور جدا أننا وصلنا إلى النأي بالنفس واتخذنا قرارا حكوميا، وليس مجرد بيان، بالتزام كل المكونات السياسية بالنأي بالنفس عن الصراعات والحروب والتدخلات الإقليمية. كل هذه الأمور مدرجة في قرار مجلس الوزراء، لذلك أنا مرتاح لهذا الموضوع ومتأكد من قدرتنا على احراز التقدم في هذا الشأن”.

Post Author: SafirAlChamal