الكورة: معمل صديق للبيئة.. لتدفئة من دون تلوث… فاديا دعبول

بوشرت في الكورة أعمال بناء مصنع نموذجي، صديق للبيئة، لانتاج الطاقة الحيوية، من شحالة أشجار الزيتون والاشجار الحرجية، على عقار يقع في خراج بلدة كفرحزير من جهة القويطع، إثر اتفاقية شراكة عقدت في آذار من العام 2015 بين جامعة البلمند واتحاد بلديات الكورة ومجلس انماء الكورة، بتمويل من الاتحاد الاوروبي.

تتركز اهداف هذا المشروع  الاستراتيجية وفق رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم على اعادة استخدام المخلفات الزراعية، الناتجة عن تشحيل اشجار الزيتون والاشجار الحرجية وتنظيف الحدائق، بتصنيعها ″بريكات″، لاستخدامها وقودا للتدفئة وغير ذلك. ما يساهم في الحفاظ على البيئة وطبقة الاوزون من انبعاثات غاز الكربون بفعل الاحتراق المباشر لهذه المخلفات في الحقول.

يؤكد رئيس الاتحاد على فائدة المشروع بجمع المخلفات وتصنيعها في المعمل لاستخدامها في التدفئة كبديل للمازوت المضر بيئيا من جهة، وتجنب حرقها هدرا في الحقول من جهة اخرى وما يرافق ذلك من انبعاثات ضارة بطبقة الاوزون.

ويشير الى ان الاتحاد يتسلم المعمل في العام 2018 بعد انتهاء مرحلة البناء والتجربة، على ان يقوم بتشغيله وادارته وصيانته لمصلحة الكورة وأبنائها والحفاظ على بيئة نظيفة. 

هذا وقد باشرت جامعة البلمند منذ اطلاق المشروع في العام 2015 باعداد الدراسات الاقتصادية والبيئية والهندسية وغيرها، وهي تتابع اعمال ادارته التي تشمل البناء وما بعدها فترة التجربة الى حين انتهاء مدة الاتفاقية مع الجهة الاوروبية الممولة للمشروع على ثلاث سنوات.

وتشدد مديرة المشروع الدكتورة سابين سابا من جامعة البلمند على ان الجامعة تدير حاليا المشروع، على ان تسلمه بعد نجاح تجاربه الاولية في صنع “البريكات” وإستعمالها الى اتحاد بلديات الكورة.

وتصف سابا هذا المشروع ″بالنموذجي″، لاسيما انه صديق للبيئة التي تعمل الجامعة بشكل عام على دعم المشاريع المتعلقة بها. وتركز على اهميته من حيث اعتماده على الطاقة المتجددة، مشيرة الى تعهد  الدولة اللبنانية بالعمل على زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 12 في المئة بحلول العام 2020.

وتستعرض سابا وجهة عمل المشروع  المبسطة والسهلة بتحويل المخلفات الحقلية الى قطعة خشبية بفرمها وتنشيفها وضغطها للاستفادة منها في التدفئة، بدل حرقها المضر للبيئة في الحقول وبدون فائدة تذكر.

هذا ويتركز دور ″مجلس انماء الكورة″ على ثلاثة مستويات في نشر التوعية، حيث يقوم المجلس على حد تعبير رئيسه المهندس جورج جحى بمهمة التوعية اولا على الطرق الصحيحة لتشحيل الاشجار، ومنع حرق مخلفاتها، بل جمعها وتسليمها للمعمل لتصنيعها “بريكات”. منوها بالحلقة التدريبية حول التشحيل التي نظمها المجلس مطلع العام لما يقارب 80 عضوا بلديا، والزيارات الحقلية التي اقيمت بهذا الصدد. والتوعية ثانيا على” اهمية المنتج، الذي ياخذ شكل قالب مثل الفحم، المستخدم وقودا بديلا عن المازوت والغاز باسعار متدنية.

أما التوعية ثالثا على″ اهمية المشروع البيئية والترويج له علميا بتجنب اشعال الحطب في الحقول وانبعاث الدخان منه والاضرار الناجمة عنه والاخطار البيئية، مؤكدا أن نجاح المشروع يتوقف على عمل ابناء الكورة في حقولهم، والبلديات في المشاعات والاحراج والغابات.″

Post Author: SafirAlChamal