الضاهر لـ″سفير الشمال″: الحريري يتنازل.. وحكومة ميقاتي لم تفرط بالثوابت… عمر ابراهيم

لم تعد الخلافات والتباينات في وجهات النظر داخل تيار المستقبل حيال مواقف الرئيس سعد الحريري مجرد تكهنات او محاولات لـ″الحرتقة″ السياسية من الخصوم أو حلفاء الامس.

فالتيار يواجه حالة تمرد صامتة او بعيدة عن الاعلام وهي لا تحتاج سوى الى ضوء أخضر إقليمي للتعبير عن نفسها، في حال لم يطرأ اي تعديل على سلوك الرئيس الحريري يعيده الى الثوابت.

الايام المقبلة قد تحمل الكثير من المفاجآت، يقول مصدر متابع، وهي ستخلق إصطفافات سياسية في فريق الحريري من نواب وقيادات صف أول قد يتحولون الى ظواهر شبيهة بالوزير السابق اشرف ريفي والنائب خالد الضاهر.

المصدر يذهب أبعد من ذلك، في التأكيد ان كل الامور ستبقى رهن بطبيعة رد السعودية على تجاهل الحريري لمطالبها، وهو سيكون بمثابة شرارة الانطلاق نحو خلق تكتلات جديدة أشبه بحركة ″منشقين″، لخوض غمار الاستحقاقات المقبلة ومنها الانتخابات النيابية.

ولعل النائب الضاهر يعبر بشكل او باخر عن إمكانية استغناء السعودية عن الحريري عندما قال: ″اذا طلبت السعودية دعم بهاء الحريري فأنا سأكون الى جانبه″.

كلام حاول البعض التقليل من أهميته وعدم ربطه بما كان قد سُرّب سابقا عن نية سعودية لاستبدال الشيخ سعد، لكن النائب الضاهر وان اكد ان كلامه لم يكن بايعاز من أحد، وهو مبني على قراءة للواقع، الا ان كل كلمة أطلقها في معرض حديثه لـ ″سفير الشمال″ عن موقف السعودية ورأيها مما يحصل، يعتبره معلومات اقرب الى الوقائع .

الرجل الذي بات اقرب الى الجميع الا الى ″تيار المستقبل″ يؤكد ان الرد السعودي لن يتأخر وأن من سيواجه السعودية سيدفع الثمن، ″فهناك سعودية جديدة وسياسة حازمة واستراتيجية واضحة عنوانها التصدي لكل من يحاول المس بالمملكة او دورها في المنطقة″.

يجزم النائب الضاهر ان ″صبر السعودية على الرئيس سعد الحريري بشكل خاص ولبنان عموما لن يطول، لافتا النظر الى أن السعوديين قدموا للحريري الكثير لكنه اخفق وقدم تنازلات لم تكن تخطر حتى في بال خصومه السياسيين″.

يشير الضاهر الى أن ″السعودية كانت واضحة من خلال طلب الاستقالة، بأنها لن ترضى أن يكون لبنان تحت هيمنة حزب الله ولن تقبل بأن يتحول الى منصة لاستهدافها سياسيا وعسكريا، وهي بالرئيس الحريري او بغيره ستدافع عن نفسها وعن دورها″.

يستطرد النائب الضاهر ويقول: ″انا لا اتحدث عن معلومات او تسريبات وصلت الي، أنا أقرأ في السياسة وانطلق من معرفتي المسبقة بطريقة تفكير السعودية، والتي يعرفها جيدا الرئيس الحريري″.

ويضيف: ″كلامي لا يحمل أي نفس تهديد، وهو من باب النصيحة، بأن الامور لن تبقى هكذا، فمن اتى بالرئيس الحريري قادر على ان يأتي بغيره″.

لا ينفي النائب الضاهر تواصله مع نواب في ″المستقبل″ أو قيادات أو شخصيات في فريق 14 آذار، ″يشاطرونني الرأي ونلتقي واياهم على أمور كثيرة، ومنها رفض هيمنة حزب الله وانتقاد السياسة التي ينتهجها الرئيس الحريري″.

وعن إمكانية تمرد سياسي قد يواجهه الحريري داخل فريقه، يقول الضاهر ″هناك امتعاض وعدم رضى من الكثيرين وهذا يسرب في الاعلام، والايام كفيلة باثبات وجهة نظرنا، لكن الخسارة ستكون حكما على من انقلب على الثوابت وعلى السعودية″.

ويختم الضاهر ″كنّا نتهم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بأنها ″حكومة حزب الله والقمصان السود″، لكننا كنّا مخطئين، فحكومة ميقاتي لم تقدم تنازلات بحجم ما قدمته حكومة الحريري ولم تفرط بما نعتبره نحن ثوابت″.

Post Author: SafirAlChamal