الصرف الصحي يروي سهل عكار.. والبلديات عاجزة… نجلة حمود

لا يكاد يمر يوما من دون أن تتلقى بلدية حلبا شكاوى من قبل المواطنين المتضررين من المياه المبتذلة التي تلحق أضرارا مباشرة بمزروعاتهم أو تتسرب الى المياه والآبار الجوفية، إضافة الى الاحالات من محافظة عكار تطلب رد البلدية على الشكاوى التي ترد الى محافظ عكار عماد لبكي في هذا الاطار.

يعترف رؤساء بلديات عكار بوجود مشكلة عامة في شبكات الصرف الصحي في مختلف القرى والبلدات، مع إبراز عجزهم عن إيجاد الحلول التي من شأنها التخفيف من نسبة التلوث التي تزداد يوماً بعد يوم، حتى بلغت حدا غير مقبول، وباتت تلك المشكلة تطال القطاع الزراعي الذي يعتاش منه غالبية العكاريين. يتذرع رؤساء البلديات بأن المشكلة أكبر من إمكانياتهم وهي بحاجة الى تمويل ضخم، وعليه فإنهم يعمدون إلى التخلص من المياه المبتذلة بمختلف الوسائل المتاحة من دون أخذ المخاطر المترتبة على البيئة والقطاعات الإنتاجية وتحديداً الزراعية بعين الاعتبار.تبرز المشكلة بشكل رئيسي في سهل عكار المتاخم لعاصمة المحافظة حلبا، ومنطقة الشفت التي تتجمع فيها المياه المبتذلة لغالبية القرى العكارية المرتفعة، التي تعمد الى رفع التلوث عنها عبر تحويل مجاري الصرف الصحي إلى أقرب واد أو مجرى مائي وتصب جميعها في مجاري الأنهر الرئيسة.

وتعكس مضخات مياه الصرف الصحي الموصولة مباشرة الى الحقول الزراعية الشاسعة في سهل عكار، والتي زادت نسبتها بوجود النازحين السوريين، نسب التلوث والسموم القاتلة التي تروي الخضار والحشائش. وتبرز هذه المشكلة بشكل فاضح في سهل عكار ومنطقة الشفت المتاخمة التي تضم 12 بلدة إضافة إلى حلبا، وهي تعتبر أكبر تجمع للسكان حيث يقدر عدد الوحدات السكنية بنحو ستة آلاف وحدة، ويتركز 46 بالمئة منها في حلبا ومنيارة، كما يقدر عدد الوحدات التجارية فيها بنحو 828 وفيها تتمركز كل الإدارات العامة.

وتصب مجاري الصرف الصحي جميعها في مجاري الأنهر الرئيسة، التي تلتقي بمصادر مائية أخرى في قرى وبلدات الجومة والدريب الأوسط، كالدوسة وشربيلا والريحانية وصولاً إلى مزرعة بلدة، والهد، وكوشا، وبيت الحج، وكروم عرب، وخريبة الجندي، وحيزوق، ومشحا، وحلبا، والشيخ طابا، وغيرها، حيث يتحول نحو نهر الأسطوان، ونهر العويك اللذان يرويان سهل عكار، وتحديداً الجزء الأعلى منه، الذي يعرف بسهل حلبا والشيخ طابا.

هذا الواقع أكدته الفحوص المخبرية الخاصة بمحافظة عكار والتي سبق أن أعلنتها مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، حيث إتضح أن مصادر المياه ملوثة وبنسب مخيفة، وعليه فإن إيجاد الحلول المناسبة للتلوث الذي يجتاح أنهر وسهل عكار لا يزال بعيدا، في ظل غياب كامل للوزرات المعنية من صحة، وزراعة وبيئة.

وفي هذا السياق يؤكد رئيس بلدية حلبا عبد الحميد الحلبي ″أن آمالنا معقودة على تنفيذ المرحلة الاولى من مشروع تلزيم وتنفيذ شبكات المياه، وحفر الآبار الارتوازية وإنشاء خزانات للمياه في عدد من البلدات الممتدة من الحدود السورية والواقعة شرق طريق السهل وصولا الى بلدة حلبا، والذي تنفذه شركة ″هومن″ باشراف ″مجلس الانماء والاعمار″، لأن منطقة حلبا وضواحيها بحاجة الى حل جذري لمشكلة التلوث، ولامكانات مادية كبيرة لا يمكننا تحملها لذلك من الضروري الاسراع بهذا المشروع″.

Post Author: SafirAlChamal