تحية طرابلسية  من ″الاعواد الصغيرة″ للكبير زكي ناصيف

ms

″اوركسترا الاعواد الصغيرة″، ذلك الحلم الجميل كما اسمته الدكتورة هند الصوفي المؤسسة للفرقة، يتحول يوما بعد يوم الى حقيقة مبدعة زاهية وراقية.

هؤلاء الاولاد أبناء طرابلس أبوا أن ينضووا تحت جناح عتمة المعارك العبثية التي فتكت بالمدينة في عام 2012 وفضلوا الخروج  الى الضوء متسلحين باعوادهم وبذخيرة من نوتات موسيقية لا تنضب.

تعودت ″اوركسترا الاعواد الصغيرة″ ان تشارك  فنانين كبار مثل مارسيل خليفة وتانيا قسيس عزفا، لكن البرنامج هذه المرة تغير، فعزفت في حضرة روح العملاق الراحل زكي ناصيف مقدمة تحية من القلب لعطاءاته الكبيرة للفن اللبناني في ذكرى الاستقلال، بقيادة العواد الطرابلسي المايسترو خالد نجار.

إستحضرت ″الأعواد الصغيرة″ زكي ناصيف، ببساطة لانه يمثل الفولكلور والوطن، ذلك الغائب – الحاضر دوما في الذاكرة اللبنانية لما له من أعمال فنية خالدة غناء وتأليفا وتلحينا لعل ابرزها ″راجع يتعمر لبنان″ التي ينشدها اللبنانيون بعد كل ازمة وما اكثر الأزمات.

إصطحبت ″الاعواد الصغيرة″ الحشد الذي ضاق به مسرح مركز الصفدي الثقافي، الى مكان جميل خيالي، حيث “نقيلي احلا زهرة” و”عاشقة الورد”، فأطربت وأعادت الذاكرة الى الاصالة والفن الراقي المبدع الذي قل مثيله اليوم.

إختارت اغان من مكتبة زكي ناصيف المتنوعة الغنية، فعزفت الانامل على الاعواد وغنت حناجر ثلاث صبايا هن امال حمادة وكيندا خزعل وآية الشامي.

تألق الجميع بدون استثناء وسط استمتاع الحضور الذي كان شاهدا على اطلاق ″الكمنجات الصغيرة″ التي عزفت مقطوعة ″شبح الاوبرا″ الشهيرة. الحفل الذي استهل بأغنية ″مهما يتجرح بلدنا″ كان ختامه مسكا بـ ″النشيد الوطني اللبناني″، تحية في ذكرى الاستقلال.

هم أعواد صغيرة لكن بقلوب كبيرة برز إسمهم محلياً وعربياً بعد مشاركتهم في إحياء أمسية موسيقية في “دار الأوبرا المصرية” في القاهرة، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي للمجمع الموسيقي العربي، العام الماضي فمثلوا لبنان خير تمثيل.

ابدعت “الاعواد الصغيرة” في “مركز الصفدي الثقافي” بدعم من رئيسة جمعية “اكيد فينا سوا” السيدة فيولات الصفدي التي نوّهت بهذه المبادرة لأنها “تحمّل الجيل الجديد مسؤولية الحفاظ على تراث لبنان الاصيل”، معتبرة انها “ساهمت في تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن طرابلس لا سيما انها انطلقت في خضم المعارك التي كانت قائمة في المدينة”، مشيرة الى ان “هذا الأمر حاول مشروع “نبض الحي” استكماله واختتمه بفيديو كليب خلال الاستقلال عُرض على الشاشات اللبنانية لإيصال صوت اطفال طرابلس المؤمنين بلبنان”، داعية “كل من يستطيع أن يساهم من اجل تمويل رحلة “الأعواد الصغيرة” الى قبرص في الربيع المقبل ليمثلوا لبنان ويكونوا سفراء الفن والجمال لطرابلس”.

من جهتها أملت الدكتورة هند الصوفي في ان “يتبلور مشروع طموح لأول اوركسترا للاطفال في العالم العربي يجري بالتعاون مع أطفال مشروع “نبض الحي” الذي نفذته “مؤسسة الصفدي” في مناطق التبانة وجبل محسن والقبّة”، شاكرة كل “من ساهم وحضر ليشجع هؤلاء الاطفال بهذه الأمسية” مشيرة الى “انهم امام استحقاق كبير اذ سيمثلون لبنان في قبرص الربيع القادم بعد نجاحهم في حفل دار الاوبرا بالقاهرة 2014”.

Post Author: SafirAlChamal