يسعى رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان الوزير السابق عدنان القصار الى دفع طرابلس للاستفادة من طريق الحرير الذي يهتم به رئيس جمهورية الصين الشعبية، وخصص من خلاله مبلغ ملياري دولار للبنان سيكون لعاصمته الثانية طرابلس الحصة الأكبر شرط أن تقدم سلسلة من المشاريع لتستفيد من التمويل.
يشدد الرئيس عدنان القصار على أنه لا يجوز أن تفوّت طرابلس فرصة من هذا النوع، مؤكدا أن لبنان كله وبيروت على وجه التحديد تريد أن تكون طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية لما تمتلكه من مقومات وتختزنه من قدرات، لكن الأمر في النهاية يقع على عاتق الطرابلسيين الذين عليهم أن يبادروا وأن يقدموا المشاريع وأن يستعدوا لكي تكون مدينتهم ممرا أساسيا لطريق الحرير خلال عبوره الى سوريا، ولكي تكون منصة لاعادة إعمار سوريا.
يؤكد القصار أن طرابلس عزيزة على قلب كل لبناني، وعزيزة على قلبي بصورة خاصة، ونحن نعلم إمكانيات طرابلس، وماذا يمكن أن تقدم، لذلك ندعو الجهات الرسمية والسياسية والاقتصادية لأن تجتمع على إنماء وتنمية هذه المدينة.
ويقول القصار لـ″سفير الشمال″: اليوم هناك مبلغ ملياري دولار خصصته الصين للبنان، ولبنان يقول أريد أن أعطي الأفضلية لطرابلس، لكن نحن نريد من أهل طرابلس أن يقدموا مشاريع منتجة، لأن الصين لا تعطي هبة، بل هي تقدم تمويلا لانعاش الاقتصاد، وهذا على طريق الحرير الذي يشكل فرصة تاريخية اليوم لطرابلس، ورئيس جمهورية الصين أعلن بأن لبنان مهم لنا، ومن أصل كل هذه الدول، خصص بناء على رجائنا، ملياري دولار لبلدنا، وليس المطلوب اليوم إلا الاستفادة من هذا المبلغ، وتقديم المشاريع.
ويضيف القصار: الصين تريد أن تنفذ مشاريع لخدمة البلد، ولكي يستفيد الشعب، فلنتعاون جميعا، وفرنسبنك حاضر للمساعدة، والرئيس توفيق دبوسي أطلق مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية، إضافة الى التعاون مع الوزيرة السابقة ريا الحسن في المنطقة الاقتصادية، وقد برهنت الصين على إهتمام كبير بطرابلس، وأكبر دليل على ذلك هو ما شهده المرفأ من تطور، لذلك علينا أن نستفيد من الاندفاعة الصينية باتجاهنا، ولا أحد يستطيع أن يكون مكان أهالي طرابلس الذين على عاتقهم تقع مسؤولية تطوير مدينتهم تنميتها، وأن لا يفوتوا الفرصة خصوصا أنه تم تجديد الملياري دولار، ونستطيع أن نحصل على مبالغ أكثر في حال قدمنا مشاريع جيدة.
وعن نظرته لمبادرة طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية، يقول القصار: لقد طرح الرئيس توفيق دبوسي هذه المبادرة، وقد جاءت في وقتها، وأهنئ الرئيس دبوسي على طرح هذه المبادرة، ونحن ندعمه، وبيروت تريد وترغب أن تكون طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية، وهذه فكرة جيدة، ونحن نتعاون فيها، لأن الافادة لن تكون لطرابلس أو لمنطقة فقط، بل الافادة ستكون لكل لبنان لكي يكون وطننا كله منطقة إقتصادية للعالم، فماذا يشكل لبنان أمام مساحة الصين، لكن لبنان عنده تاريخ، وطريق الحرير أطلقها شخص فينيقي غادر الى الصين وساهم في تعليم الصينيين صناعة الحرير، وهناك إعتراف من الصينيين بذلك، وأنا ذهبت الى الصين وكرموني هناك، وأبلغوني بأن الصين مستعدة لدعم لبنان بكل ما يريد، وهي أرسلت رئيس الغرف الدولية لطريق الحرير المكلف من الرئيس الصيني الى طرابلس لكي يقول للطرابلسيين بأنني أريد التعاون معكم.
وردا على سؤال يضيف القصار: أهل طرابلس أدرى بمشاريعها، وهم لديهم أشخاصا أكفاء، كما أن رجل الأعمال الطرابلسي ″شاطر″ ويعمل بشكل جيد، لكن لنفتح لهم المجال أكثر، وهذا يكون من خلال تفاهم رؤساء الهيئات والمسؤولين السياسيين، واليوم لا يجوز أن نختلف على قضايا إنتخابية وغيرها، في الوقت الذي يقول فيه رئيس الصين أريد أن أعطي لبنان مبلغ ملياري دولار، وسيمر ذلك من طرابلس لأن طريق الحرير سيمتد الى سوريا، وطرابلس قريبة من سوريا، كما أن إعادة إعمار سوريا يجب أن تمر عبر طريق طرابلس، فلا نستطيع أن نستمر بالشكوى بأن طرابلس مهملة ومحرومة، ونحن لا نقدم لها شيئا ولا نستفيد من الفرص التي تلوح أمامنا.
