إختراقات من الموساد.. كيف سترد الأجهزة الأمنية؟… عمر ابراهيم

كشف إلقاء القبض مؤخرا على العديد من شبكات التجسس والمتعاملين مع الكيان الصهيوني، عن أمرين هامين: الاول جهوزية القوى الامنية وتطور أساليبها في تعقب وملاحقة المتعاملين مع هذا الكيان الغاصب، والثاني مدى قدرة الصهاينة وإصرارهم على اختراق الساحة اللبنانية و تنوع إختيار العملاء من سياسيين وعسكريين وفنانين ونشطاء..

لبنان الذي كان شهد سابقا حربا استخباراتية مع الكيان الصهيوني، واجه صعوبات في تعقب عملائه لاعتبارات عدة، أبرزها الوضع الأمني الذي كان سائدا في لبنان وحالة الانقسام السياسي وغياب ثقافة المقاومة والعداء للصهاينة لدى شريحة لا بأس بها من اللبنانيين، فضلا عن ضعف إمكانات الأجهزة الامنية وإفتقادها الى الأجهزة المتطورة لا سيما المتعلقة بالاتصالات.

مع عودة الاستقرار الأمني بشكل لافت، وتطوير بنية المؤسسات العسكرية والأمنية، تراجع بشكل ملحوظ نشاط الشبكات الإسرائيلية او أقله انكفأ مشغلوها عن تجنيد المزيد من المتعاملين، وهذا ما تجسد في انخفاض عدد الموقوفين بتهمة التعامل مع الاسرائيليين.

هذا الامر أعطى انطباعا لدى البعض أن الموساد الاسرائيلي تلقى ضربة قوية وهو يحتاج الى وقت طويل حتى يعود وينظم صفوف عملاءه ، خصوصا بعد إلقاء القبض على اسماء كبيرة ومنها سياسيين وعسكريين وتجار، ومن بينهم العميد فايز كرم.

مع عودة الانقسام السياسي الى الساحة اللبنانية وما رافق ذلك من توترات أمنية على خلفية الأزمة السورية، وجد الموساد فرصة مناسبة للعودة مجددا وتكثيف نشاطه، وترى مصادر متابعة “أن الموساد نجح في تجنيد العديد من المتعاملين الجدد الى صفوفه مستغلا انشغال اللبنانيين بالازمة السورية والانقسام في المواقف والنظرة حيال العداء لإسرائيل.

وتقول المصادر: ″إن الأجهزة الامنية وجهت عدة ضربات للموساد الاسرائيلي على مدار الأشهر الماضية، وهي توجتها قبل ايام بتوقيف لبنانية كانت ترأس جمعية فلسطينية إضافة مسرحي لبناني، فضلا عن توقيف متعاملين اخرين″.

وتؤكد المصادر نفسها ″أن الأجهزة الامنية اكتسبت خبرات عالية في مجال محاربة شبكات الموساد، وان تعاونا مع اجهزة مخابرات إقليمية يساعدها في الحد من هذه الاختراقات التي يقوم بها الموساد″.

وتضيف المصادر: ″إن توجه الموساد الاسرائيلي الى إختيار عملاء من مختلف الطوائف ومن طبقات اجتماعية متنوعة، مؤشر خطير ودليل على وجود بنية قوية له تعمل من لبنان او خارجه على مواصلة عمليات التجني، علما أن معظم الذين القي القبض عليهم مؤخرا لم يكونوا من المنفذين لاي عمل امني، ومهمتهم تنحصر في مجال التجسس والتخطيط، والخوف من أن تكون هناك شبكات تعمل لتنفيذ أعمال أمنية وهي ما تزال حرة طليقة، وربما تنتظر الظروف المناسبة للقيام بذلك″.

وتختم المصادر: ″يبدو أن تداعيات الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية، قد خلقت رأي عام ربما يكون استسهل التعامل مع الصهاينة، مع وجود من يروج للتطبيع معه، فضلا عن الأحكام التخفيفية التي حصل عليها في لبنان بعض من تعاملوا مع الموساد، وهذه أمور تضع لبنان مجددا في دائرة الخطر الصهيوني الذي لم يغب يوما لكن هناك محاولات للتعتيم عليه، وتحويل العداء الاسرائيلي ومقاومته الى وجهة نظر″.

Post Author: SafirAlChamal