ماذا يحصل في شركة كهرباء قاديشا؟

لم يعد خافيا على أحد أن شركة كهرباء قاديشا تشهد في كل فترة حركة مناقلات وإعادة تنظيم للهيكلية الادارية فيها، تأتي جميعها على حساب أبناء طرابلس من رؤساء المصالح والدوائر، الذين يصار الى إستبعادهم من مواقعهم من دون أي إنذار، فضلا عن حركة التوظيفات التي لا تراعي أبناء المدينة بالدرجة الأولى ولا تراعي التوازن الطائفي، خصوصا أن أكثرية الموظفين الجدد هم من خارج طرابلس.

وكانت قيادات سياسية في طرابلس رفعت الصوت مرات عدة محذرة من مغبة الاستمرار في نهج إغراق قاديشا بالموظفين من خارج طرابلس، وفي إستحداث مواقع إدارية ثانوية يصار الى نقل إداريين طرابلسيين إليها، وقد وضعت هذه القيادات وزير الطاقة سيزار أبي خليل أمام مسؤولياته، داعية إياه الى وضع حد لما تشهدة الشركة التي تقدم النسبة الأكبر من خدماتها للطرابلسيين الذين يحق لهم أن يكونوا فاعلين فيها.

تشير المعلومات الى أن الشركة باتت تحت وصاية التيار الوطني الحر بالتعاون مع تيار المستقبل، حيث لا يحصل أي موظف مسلم على أي ترقية أو تحسين أوضاع من دون موافقة التيار الأزرق، والأمر نفسه بالنسبة للموظف المسيحي من دون موافقة التيار البرتقالي الذي أسس في الشركة هيئة من الموظفين أطلق عليها “هيئة قاديشا في التيار الوطني الحر”، علما أن المؤسسات الرسمية تعترف بالنقابات التي ينضوي العمال تحت لوائها وليس بهيئات عمالية حزبية أو سياسية.

يشير مطلعون على أجواء قاديشا الى أن أكثرية الموظفين الجدد هم من خارج طرابلس، لا سيما من البترون وذلك لأسباب سياسية وإنتخابية، كما أن المناقلات في المراكز المتقدمة تتم لحساب أشخاص هم أيضا من خارج المدينة، كما هو حاصل اليوم مع رئيس مصلحة الزبائن المهندس باسم خياط الذي تشير المعلومات الى أنه سوف يتم إستبداله بشخص آخر من البترون هو ماريوس ديب، علما أن هذا المنصب من المفترض أن يشغله مهندس بمواصفات محددة لا تتوفر بالموظف الجديد، وتقول هذه المعلومات أن المهندس خياط سينقل الى قسم الجباية.

ويرى المطلعون أن مصلحة الزبائن تعني كل مواطن طرابلسي، ورئيس هذه المصلحة من المفترض أن يكون على تماس مباشر مع الزبائن الطرابلسيين من أجل حل مشاكلهم وتسيير معاملاتهم، لذلك فإن هذا المنصب شغله مهندسون طرابلسيون أمثال المدير الحالي عبدالرحمن مواس، وجمال كريم ونشأت مسيكة وغيرهم، وأن إستقدام أي موظف جديد من خارج النسيج الطرابلسي من شأنه أن ينعكس سلبا على الخدمات التي تقدمها هذه المصلحة لأبناء المدينة، ويجعل أبناء المدينة مرتهنين للموظف أو للجهة السياسية التي ينتمي إليها.

ويتخوف كثير من المتابعين أن تكون عملية إستبعاد المهندس خياط لمصلحة الموظف ديب، هي من أجل ربط خدمات الطرابلسيين في شركة كهرباء قاديشا بجهة سياسية معينة قبل أشهر من الانتخابات النيابية المقبلة.

ويرى المتابعون أن ما يحصل في شركة قاديشا من تغييرات على مستوى الهيكلية الادارية لمصلحة فريق سياسي دون آخر هو أمر خطير، ما يتطلب تدخل القيادات السياسية في طرابلس لوضع حد لـ”الترانسفير” الداخلي الذي يطال كثير من الطرابلسيين.

Post Author: SafirAlChamal