هل يستبدل المستقبل عبارة ″طال عمرك″ بـ″فرنسا أمنا الحنون″؟…عمر إبراهيم

هل إزالة صور الملك السعودي وولي عهده وعدم إعادة رفعها مجددا في طرابلس، يشكل تعبيرا عن إمتعاض ″المستقبل″ مما تعرض له زعيمهم في المملكة؟، ولماذا عادت صور الرئيس الحريري لترفع في الشوارع من دون صور القيادات السعودية، كما كانت سابقا متلازمة في كل التطورات السياسية المحلية والإقليمية؟، وأين قرار وزير الداخلية والبلديات نهاد الشنوق بازالة الصور في طرابلس بعد عودة رفع صور الحريري؟، والاهم، هل كان قرار الوزير المشنوق استنسابيا ويحمل كيدية سياسية ضد القيادات السعودية والوزير اشرف ريفي؟.

لم يشهد لبنان منذ إحتدام الصراع بين السعودية وإيران أن غابت صور قيادات السعودية في المناطق ذات الغالبية السنية أو تلك التي يتواجد فيها تيار المستقبل، كما يحصل اليوم، رغم ان الصراع بلغ ذروته بين البلدين على خلفية استقالة الحريري من الرياض وهو ينذر بمزيد من التأزم على المستويات كافة على وقع التصريحات النارية من الطرفين.

وربما عزز هذا الأمر الحملة التي كان نفذها عناصر قوى الأمن الاخلي قبل اسبوع بإيعاز من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وشملت إزالة صور الملك السعودي وولي عهده الأمير محمد بن سلمان التي كانت رفعت بكثافة في طرابلس من قبل أنصار الوزير اشرف ريفي، وذلك على خلفية إقدام مجهولين على أحراق احدى تلك الصور على أوتوستراد طرابلس ـ بيروت. 

هذا الأمر فسر حينها على أنه لدرء الفتنة ومنعا لحصول أية عمليات إستفزاز قد تؤدي الى ما لا يحمد عقباه، لا سيما أن الحملة شملت أيضا ازالة صور الوزير ريفي، ما دفع مناصروه الى الدعوة لتنظيم مسيرة سيارة، قبل أن تلغى بطلب من ريفي.

لكن بعد اعلان  الرئيس سعد الحريري مغادرته السعودية الى فرنسا وتأكيده العودة الى لبنان، بدأت  الورش برفع الصور العملاقة للرئيس الحريري واللافتات المرحبة بقدومه، مع غياب كلي لاي صورة للملك السعودي او ولي عهده.

هذا العزوف ″المستقبلي″ عن رفع صور القيادات السعودية يرافقه تراجع في حدة البيانات والتصريحات الصحفية المؤيدة للسعودية، فضلا عن هدوء جبهات التواصل الاجتماعي وانكفاء جمهور المستقبل عن اطلاق المواقف الداعمة للسعودية والمبررة للاستقالة التي قدمها زعيمهم من الرياض، وحتى عن نفي تهمة أنه أجبر على تقديم تلك الاستقالة وأنه في الاقامة الجبرية، كما يروج الفريق الاخر، وهو امر كان فتح سجالا طويلا قبل ان يختفي بشكل لافت، في ما بدا على انه اقرب الى اقتناع جمهور ″المستقبل″ بصحة تلك المعلومات.

يكفي للمتابع أن يرصد ردات الفعل في الشارع ″المستقبلي″ او حتى تعليقاته على مواقع التواصل الاجتماعي ليكتشف عن إمتعاض خفي مما حصل مع زعيمه في السعودية، حتى ان بعض جمهور المستقبل وضع صورا للرئيس الحريري والرئيس الفرنسي ماكرون، فهل يصبح التزاوج بين صور الرئيسين طاغيا على حساب صوره مع الملك وولي عهده؟، وهل تُستبدل كلمة ″طال عمرك″ بعبارة: ″فرنسا أمنا الحنون″.

Post Author: SafirAlChamal