أسئلة في المناطق السنية: هل سيتم إستغلالنا مجددا؟… عمر ابراهيم

يحفظ الكثير من اللبنانيين في ذاكرتهم قصصا عن أثرياء الحروب وتجار الأزمات وعن شخصيات ميلشياوية أصبحت بعد انتهاء الحرب في مراكز القرار، وعن مآس ومصائب ألمت بأشخاص وحولتهم من أغنياء الى فقراء.

ربما عاش معظم الشعب اللبناني بعد انتهاء الحرب الأهلية حالة من الاسترخاء والراحة النفسية والمالية، حتى عدوان تموز حيث أجبرت الحرب حينها عشرات الألاف الى النزوح بعدما قتلت ودمرت وتركت جرحا عند من طالهم العدوان، سرعان ما عملت جهات حزبية على معالجة ما أمكن وتحديدا لجهة الشق المالي حيث يذكر الجميع كيف تم إعمار المناطق التي دمرت وتم التعويض على قاطنيها.

الا انه بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام ٢٠٠٥ وما أعقب ذلك من أزمات سياسية وأمنية بات وضع السنة في لبنان على المستويات كافة يتراجع، وباتت الأزمات تعصف في مجتمعاته تفككا وخلافات داخلية وإنقسامات وصولا الى الاستغلال وتحويل بعض مناطقهم الى صناديق بريد لايصال الرسائل الدموية، فكانت ٢٠ جولة عنف عاشتها طرابلس ودفعت ثمنها دما ودمارا، وإنهيارا في إقتصادها، وتحوّل مئات الشبان من ابنائها الى مسجونين او ملاحقين قضائيا وأمنيا ومنهم من دفع به الى خارج الحدود.

صيدا قد لا تختلف عن طرابلس وان كان الوضع اقل مأساوية وكذلك عكار وعرسال وبيروت والبقاع، الى ان جاءت الخطط الامنية في أعقاب التسويات السياسية، التي أوقفت القتال من دون معالجة تداعياته على تلك المناطق التي حصدت بعض الأحزاب والتيارات والشخصيات السياسية فيها الغنم من مناصب وأموال رفعت من رصيدهم المالي على حساب من دفع من أمنه واقتصاده وحياته، وترك ابناء تلك المناطق لا سيما في طرابلس يتنفسون من رئة المؤسسات الدولية والجمعيات لا سيما جمعية العزم والسعادة التي تعمل إنمائيا وصحيا واجتماعيا، وإنسانيا، والأنكى من ذلك انه حتى مشاريع الدولة غُيّبت عن المدينة عقابا لها على مواقفها السياسية التي لم تناسب من هم في السلطة..

عودة التوتر السياسي وما يرافقه من احاديث عن حرب مرتقبة، يرفع من حالة الخوف في الشارع اللبناني بشكل عام والسني بشكل خاص، والذي يخشى ان يتحول الى متاريس لهذه الحرب الإقليمية ويتم الزج به او وضعه في الواجهة، في وقت يعاني فيه قسم كبير منه من مشاكل اقتصادية واجتماعية وصعوبات في تأمين قوت يومه.

هذا الخوف ينتاب ابناء المناطق السنية ومعه شعور بان الفاتورة سيدفعونها من جيبهم وان الغنائم ستعود لمن امتهن تجارة الحروب واستغلال الأزمات، لا سيما ان في الشارع من يتحدث عن مليارات خليجية صرفت ووصلت الى جيوب “مسؤولين” حتى ذهب البعض الى التعليق ساخرا “لم يعد لدينا من يحمل السلاح للقتال، معظمهم في السجون او في لقبور او خارج الحدود، ومن بقي منهم يقاتل من اجل اطعام أولاده”، في حين علق اخرون “غدا تعود الامور الى طبيعتها وندفع مجددا ثمن التسويات اذا لم يتم تطبيق خطة أمنية جديدة ويعتقل المزيد من شبابنا”، ومنهم من قال “غيرنا يقف ويقاتل ويعوّض عليه، ونحن مطلوب منا ان نموت خدمة لأجندات إقليمية، أو مغامرات سياسية”.

Post Author: SafirAlChamal