هل ينسحب جعجع من الحياة السياسية؟… مرسال الترس

كثيرة هي التساؤلات والتعليقات والشائعات التي رافقت تداعيات إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته من المملكة العربية السعودية، في وقت كان فيه بعض المراقبين يتساءلون عما اذا كان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بصدد الانسحاب من الحياة السياسية في لبنان إثر سلسلة من الخيبات والانتكاسات التي رافقته طوال الفترة التي تبوأ فيها رئاسة الهيئة التنفيذية، ومن ثم رئيساً للحزب، وصولاً الى سعيه لتتويج مسيرته الحزبية والسياسية في ربوع قصر بعبدا.

منذ العام 1986 وبعد انتفاضات عدة تمكن ″جعجع الكتائبي″ من فرض سطوته على القوات اللبنانية، ليصاب بالانتكاسة الاولى له عام 1990 حين واجه الجيش اللبناني بقيادة العماد ميشال عون الذي كان ايضاً حينها رئيساً لحكومة انتقالية بعد انتهاء ولاية الرئيس امين الجميل.

وبالرغم من كونه إلتحق بركب اتفاق الطائف الذي رعته السعودية وسوريا من اجل انهاء الحرب في لبنان، الاّ ان الانتكاسة الثانية واجهته حين دخل الى السجن عام 1994 بعد إتهامه بتفجير كنيسة سيدة النجاة في كسروان وباغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، حيث أمضى إحدى عشرة سنة.

العفو الذي ناله جعجع في العام 2005 قبيل الانتخابات النيابية لم يتح له الدخول الى الندوة النيابية ولكن حزبه تمثل لاحقاً في المجلس النيابي وفي الحكومات بدعم واضح من تيار المستقبل الذي لعب دور الزعيم والمايسترو لقوى الرابع عشر من آذار.

اما الانتكاسة الثالثة فكانت في العام 2016 حين تخلى رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري عن دعم ترشيح جعجع الى الانتخابات الرئاسية بعد أن ظل داعماً له لاكثر من سنة. مما اضطر جعجع الى دعم خصمه اللدود العماد عون الى انتخابات رئاسة الجمهورية كمخرج لالتقاط انفاسه، على أمل أن يحصل وحزبه على حصة الاسد من مردود رئاسة عون، كعربون وفاء لـ “تفاهم معراب”، ولكن لم يحصد سوى الانتكاسة الرابعة نظراً لتصادم المصالح مع التيار الوطني الحر وتصادم التمنيات مع وزير الخارجية جبران باسيل الذي تولى رئاسة التيار البرتقالي.

اما الانتكاسة الخامسة فقد ظهرت الاسبوع الفائت بعد الكلام المبطن الذي رافق قضية الحريري والاشارة الى أن جعجع كانت له مع سياسيين لبنانيين آخرين يدٌ طولى في تهيئة الاجواء لها. الامر الذي سينعكس بالتأكيد على العلاقة المستقبلية بين آل الحريري وجعجع، ناهيك عن الانتكاسات  الامنية التي رافقت مسيرته ابتداء من مجزرة اهدن عام 1978، مروراً بحرب الجبل وتهجير المسيحيين عام 1983، وصولاً الى أحداث شرق صيدا اواسط الثمانينات.

فهل يكون كل ذلك بمثابة “حقل أزمات” يدفعه للانسحاب من الحياة السياسية؟ العديد من المراقبين يشيرون الى ان جعجع لا يستسلم بسهولة، وهو قد يواجه انتكاسات أقوى  من دون ان يرمي سلاحه، طالما أنه يضع نصب عينيه أن يكون “نلسون مانديلا” الشرق الاوسط!    

Post Author: SafirAlChamal