المالك الحزين … يعود الى انفه… فاديا دعبول

عاد طائر″المالك الحزين″ الى شاطئ انفه بعد انقطاع طويل دام لسنوات. وعاد الاهالي، باعجاب كبير، يترقبون تنقلاته، افرادا ومجموعات صغيرة، على المسطحات المائية، في هذه الفترة الانتقالية بين الفصول.

ومن شرفة منزلها المطل على البحر في انفه، رصدت رئيسة ″هيئة تراث انفه وجوارها″ السيدة رشا دعبول بعضا من هذه الطيور باهتمام بالغ، مؤكدة انه طائر البلشون الأبيض aigrette blanche  الذي يطلق عليه أيضاً إسم المالك الحزين، لأنّه يلازم موطنه مطأطئاً برأسه حتى عندما يغيب الغذاء فيه.

ورأت ان ما يجعلنا نحن كأنفاويين معنيّين بالأمر هو عودته إلى شاطئنا وتكاثره من جديد. مشيرة الى اننا نراه في مجموعات صغيرة قرب المسطحات المائية التي تتكاثر فيها الأسماك الصغيرة. ما يضفي نقاوة بيضاء على لون الصخور تتجانس مع زرقة السماء والبحر.

واعتبرت ان اجمل ما فيه هو أنه، خلافا لكل الطيور، يبقي رأسه مستقيماً أثناء طيرانه، فيما تتدلى رؤوس الطيور الأخرى إلى الأمام.

وركزت على ان مواطنه كثيرة لكن بعض أنواعه في طريقها إلى الانقراض. ومن شأننا جميعاً، قيمين وناشطين ومواطنين، أن نسعى إلى حماية مسطحات شاطئنا بغية الحفاظ على تراثنا عموما وثروتنا الطبيعية خصوصا. لافتة النظر الى ان التراث ليس التراث الحجري الملموس وحسب بما يضم من مواقع اثرية، وليس قطعا التراث غير الملموس من تقاليد وعادات وفولكلور، بل هو ايضا التراث الطبيعي بثروتيه الحيوانية والنباتية والتراث على انواعه .

وراى امين سر″هيئة حماية البيئة والتراث في الكورة وجوارها″ المهندس جرجي ساسين ″ان طير المالك الحزين من الطيور المهاجرة، يحط في انفه كونها تقع على خط هجرة الطيور من شمال اوروبا وصولا الى افريقيا. وهذا خط موسمي ينشط في فصلي الربيع والخريف خلال طريق العبور والعودة. وهذه الطيور تجد لها محطات في انفه لتستريح عند المسطحات المائية على البحر.″

واشار الى ان الدولة البولونية تهتم بشكل خاص بهذا النوع من الطيور، حيث ان السفير البولوني طالب بحمايتها ومنع صيدها، العام الفائت، خلال مؤتمر اقيم في جامعة البلمند، مشددا على ان ما ادى الى غياب هذه الطيور عن الشاطئ الانفاوي، طوال السنوات السابقة، هو الصيد العشوائي، الذي تسبب بخلل في توازن البيئة الطبيعية على مستويات عدة. علما ان المسطحات المائية في انفه تشكل عنصر جذب للمالك الحزين.

وراى أن من الاهمية البالغة ″المحافظة على هذا الطائر، على شاطئ انفه، خلال عبوره، ليس من باب الترف الفكري او العقلي بل لكونه حقيقة تمس البيئة والحياة الطبيعية.″

وفي حين ان عالمة الآثار ريتا كاليندجيان تعمل منذ العام 2011 على تبويب الثروتين الحيوانية والنباتية في أنفه، وتجاهد لنشر الوعي الشعبي حولهما من أجل حمايتهما، فانها لم تكن ترى طائر المالك الحزين الا ميتا ومرميا على الشاطئ، جراء اصطياده من قبل البحارة. وهي بعد كل تلك السنوات تجد ان جهودها اثمرت بعودة هذا الطائر، ورؤية الاهالي له من جديد. علما ان محطاته الرئيسية باتت تصب في طرابلس والجنوب، وهو قليل التواجد في بلدة انفه لندرة الاسماك في مياه بحرها، وهو يعتمد عليها في غذائه .  مشيرة الى″ انه يمر اسرابا فوق قلعة انفه″. محذرة من اصطياده ″لان لحمه لا يؤكل، كما لحم طائر النورس وطائر ديك البحر الملون الذي كثيرا ما يصطاده، بعض ابناء انفه، وهو يعشعش في الصخور″.

Post Author: SafirAlChamal