في بعض المناطق اللبنانية.. الدعارة ″على عينك يا تاجر″… عمر ابراهيم

لا يخفى على أحد إنتشار ظاهرة الدعارة في بعض المناطق اللبنانية بشكل لافت في الفترة الأخيرة، وذلك لاعتبارات عدة منها ما هو متعلق بالاوضاع الاقتصادية الصعبة، ومنها ما هو مرتبط بشبكات تدير هذا النوع من ″المهن″ عبر إستغلال فتيات من جنسيات مختلفة تحت عامليّ الترغيب والترهيب.

فنادق، شاليهات، شقق الزبائن، ديليفري وحتى على الطرقات وعلى ″عينك يا تاجر″، حيث تنشط الشبكات التي تعمل على إستغلال الفتيات السوريات او الآسيويات وإجبارهن على ممارسة الدعارة مستغلين ظروفهن الاجتماعية والاقتصادية ومهددين إياهن بالسجن او الترحيل في حال خالفن التعليمات..

لا شك في ان الحملات التي تقوم بها الأجهزة الامنية وطالت بعض الشبكات التي تمتهن هذا العمل، ومنها شبكات كانت تحتجز فتيات آسيويات وسوريات، هو أمر لاقى استحسانا لدى البعض واستطاع أن يعطي صورة الى الرأي العام المحلي والدولي بأن لبنان يكافح ظاهرة الاتجار بالبشر التي تؤدي الى الدعارة، وذلك بعد التقارير السلبية التي أعدت في هذا المجال، ولكن هذه الجهود لا تزال غير مكتملة نظرا لوجود شبكات سرية لا تزال تُمارس عملها.

وكما للسرقة او لتجارة المخدرات او لعمليات الاحتيال وسائل متطورة يعمد اليها أربابها من دون التخلي عن الوسائل التقليدية، كذلك للدعارة وسائل تعمد اليها العاملات في هذه ″المهنة″ او من يشغلهم، ومنها تطبيق هاتفي لاصطياد الزبائن، او عن طريق “الديلفيري”، او داخل شقق تديرها شبكات الاتجار بالبشر وتستغل فيها فتيات بأعمار متفاوتة.

ورغم كل الوسائل المتطورة في عالم ″مهنة″ الدعارة، ما زالت الوسيلة التقليدية رائجة وهي على إتساع، وتتمثل بانتشار الفتيات على بعض الطرقات وبشكل علني في مناطق لبنانية عدة، حيث يبدو المشهد هناك اكثر وضوحا ويعطي انطباعا وكأن هذه المناطق باتت فقط لهذه المهنة او ان المعنيين يتعاطون مع المسألة على أنها أمرا واقعا، حيث تمر سيارات شرطة السياحة وغيرها من الدوريات الامنية من أمام الفتيات المتسكعات بانتظار الزبون من دون أي إحراج أو خوف من قبل الفتيات، اللواتي يشير مظهرهن وطريقة لبسهن وتصرفاتهن الى انهن فتيات هوى.

تعمل بنات الهوى في تلك المناطق بثقة عالية، وهن يتفقن مع مشغليهن بدفع المعلوم، اما شهريا او إسبوعيا أو يوميا أو على الزبون، حيث تتفاوت الأسعار للزبون المحلي بحسب مصادر متابعة لهذا الملف، بين ٢٠ الف الى ٥٠ الف ليرة لبنانية “تماشيا مع الوضع الاقتصادي” اما الزبون الخليجي فسعره مختلف” لأن طلبه يصله على الهاتف”.

التسهيلات في تحرك الفتيات على الطرقات والمنافسة في الأسعار بين اللبنانيات والسوريات والاسيويات ليس الامر اللافت، بل أن هناك الفنادق والشقق والشاليهات، حيث لم يعد امام الزبون مشكلة تأمين غرفة في فندق والخوف من إبراز أية وثائق رسمية او دفع أموال طائلة، فلكل فتاة علاقة مع فندق وسعر خاص، يتراوح بين ٢٠ دولار الى ٥٠ دولار أميركي حسب الزبون والوقت الذي سيمضيه، مع ضمانات بعدم وجود أية مساءلة قانونية لوجوده في الفندق مع فتاة.

Post Author: SafirAlChamal