زغرتا: سمعان خطفه الموت.. و″قجته″ تساعد المحتاجين… حسناء سعادة

في حي متواضع من أحياء زغرتا القديمة، يتربع مطعم قروي بديكور بسيط أنيق وغرفه صغيرة ضيقة لكنها واسعة على اعمال الخير والمساعدة.

تحت إسم ″قجة سمعان″ إفتتح مطعم في زغرتا تتوسطه قجة فخارية يتم كسرها كل شهرين على اسم عائلة محتاجة او على اسم مريض يحتاج للاستشفاء او لمساعدة طالب أو طالبة يهتمون بمواصلة تعليمهم ولا يملكون الامكانية لذلك.

اما اسم المحل فهو على اسم ذاك الشاب وحيد والديه الذي اخذه المرض الخبيث بغفلة عن احبائه هو التلميذ النشيط الذي كان يرغب بمتابعة تحصيله العلمي ليتخرج طبيبا يساعد الناس الا انه في اقل من 48 ساعة اختطف الموت احلامه وحياته ولم يتمكن ابن ال 16 سنة من نيل شهادة الطب الذي كان يأمل بمداواة الفقراء من خلالها اينما كانوا سواء من خلال الانخراط في جمعية اطباء بلا حدود كما كان يحلم او عبر افتتاح مستوصف صغير يعالج فيه الفقراء مجانا في الحي الذي ترعرع فيه.

سمعان نضيرة كان حلمه مساعدة المحتاجين فبات له بعد الغياب القسري مطعم في الحي الذي ولد فيه ومن قبل العائلة التي تربى بين احضانها كولد من اولادها حيث تقول باتريسيا بو رضا صاحبة المطعم والمشرفة عليه انها تعتبر سمعان كشقيق لها واكثر وانها ارادت من خلال افتتاح هذا العمل المتواضع تحقيق حلم سمعان من خلال اقتطاع ارباح المطعم ومن خلال قجة موضوعة في وسطه لمن يرغب بالتبرع لتقوم والدته كل شهرين بكسرها وتقديم ما فيها لمحتاج سواء في الحقل الطبي او الاجتماعي او التربوي.

تشير باتريسيا الى ان هناك اقبالا لافتا على المطعم فالبعض يأتي كونه يحمل اسم سمعان او لأنه يساعد المحتاجين، والبعض الاخر رغبة بلقمة طيبة الا انه عندما يعرف الهدف من افتتاح المطعم يعمد الى وضع ما يخرج من نفسه في القجة المخصصة للفقراء.

وتقول ريتا (من رواد المطعم الدائمين) انها في البداية قصدت المطعم كونه جديدا وكون ديكوره يحاكي البيوت القديمة الا انها عندما علمت الغاية من انشائه باتت تزوره بمعدل مرة أسبوعيا وتطلب من اصدقائها ايضا المجيء.

اما توفيق فيؤكد ان الغاية من المجيء الى المطعم انسانية بالنسبة اليه بالدرجة الاولى لانه كلما تضاعف زبائن المطعم كلما تضاعف المبلغ في القجة وبالتالي يتم تحقيق حلم سمعان بصورة افضل.

في زغرتا مواقع التواصل الاجتماعي تروج للمطعم حيث كتب احدهم ″الفرن صار مطعم، ورجع يطعمي، وبقلبو قجّة، مصرياتا رح يدفّو بردان ويطعمو جوعان لاقونا نتقاسم رغيف ونكبر القجّة″، كما كتب غالب: اليوم وبفضل والدة سمعان ورفقاتو ومحبيه تم افتتاح فرن بحي سيدة زغرتا بعود قسم من أرباحو لمساعدة العائلات المحتاجة وتم وضع ″قجة″ بقلبو كل شهرين بيفتحوها والمصاري يلي إنجمعت بتتقدم لقضية إنسانية ومن هون اجت تسمية الفرن ب ″قجة سمعان″..

وكذلك يروج للمطعم الناشطون في المجتمع المحلي حيث تحاول الجمعيات تنظيم زيارات دورية اليه وحتى التوصية على طلبيات الى مراكزها لدعم هذا المركز المتواضع الذي يضاف الى بقية المراكز التي تهتم بالانسان، ورغبة بفعل الخير في زغرتا التي ذرف كل من فيها الدموع حزنا على سمعان الذي ايضا وبفضل مدرسته مدرسة الناصرة في كفرزينا باتت له شجرة ارز في غابة المدرسة في حرج اهدن تخليدا لذكراه ومروره القصير في هذه الحياة.

Post Author: SafirAlChamal