إحتواء أزمة إستقالة الحريري.. لا تلغي مخاوف اللبنانيين… حسناء سعادة

يبدو أن الازمة الناجمة عن الاستقالة المفاجئة لرئيس الحكومة سعد الحريري في طريقها الى المزيد من التأزم مع عدم عودته الى بيروت التي كانت من المتوقع أن تحصل أمس الخميس حيث عادت طائرته فقط مع غموض آخر يلف عودتها من دونه، لاسيما ان المتوقع كان ان يقدم الحريري استقالته شخصيا الى رئيس الجمهورية الذي يرفض إعتبارها ناجزة طالما ان تقديمها لم يحصل حسب الاصول المتبعة، بل شكل سابقة هي الاولى من نوعها في تاريخ لبنان.

لم يسبق أن قدم أي رئيس حكومة سابقا إستقالته من بلد شقيق، بالاضافة الى غموض لف هذه الاستقالة إن لناحية صياغة النص أو لناحية مضمونه، حيث أن الحريري وقبل ساعات معدودة من الاستقالة كان مرتاحا على وضعه الحكومي والامني لناحية بحثه مع وزير مقرب خططا مرتقبة، وصولا الى التقاط صور السلفي مع موظفي الميدل إيست ومع مواطنين عاديين، فمن يريد الاستقالة لا يخطط لمشاريع لحكومته، ومن يخشى على أمنه لا يلتقط الصور بمرونة وبضحكة عريضة، ويتنقل من مكان الى آخر.

يقول احد المحللين السياسيين لـ ″سفير الشمال″ أن أزمة كبيرة ستنتج عن إستمرار غياب الرئيس الحريري، خصوصا في ظل إصرار رئيس الجمهورية على عدم قبول الاستقالة التي لم تأت حسب المادة 69 من الدستور التي تنص على تقديم الاستقالة الى رئيس الجمهورية شفهيا أو خطيا بحيث اذا قبلها رئيس الجمهورية تنتقل صلاحيات رئيس الحكومة الى نائب الرئيس الذي يعطى صلاحيات رئيس الحكومة في حكومة تصريف الاعمال، وذلك لمدة ليست طويلة كون نائب الرئيس من الطائفة المسيحية فيما موقع رئاسة الحكومة هو للطائفة السنية.

ويقول: إن الازمة لا بد ان تنعكس اذا طالت على الاوضاع الامنية والمالية والسياسية في البلد رغم انه حتى الساعة لا تداعيات كبيرة لها، إذ تم احتضان الوضع بتماسك الجميع وتضامنهم لمنع الفتنة بانتظار معرفة الوضع الحقيقي للحريري وعما اذا كانت استقالته طوعية ام تحت ضغط ما، حيث ثمة توافق بين الجميع على امتصاص الازمة لاسيما أن الانطباع السائد ان الحريري قد أجبر على هذه الاستقالة من قبل السعودية.

ويرى المحلل أن لبنان نجح في التماسك وفي إستيعاب الأزمة، إلا أن حالة من الضياع تسود الاوساط السياسية والاعلامية وتنسحب على المواطن العادي الذي رغم التطمينات بان لا انعكاسات للاستقالة على الوضع الامني والمالي الا انه امنيا سارع الى اخذ الحيطة والحذر في تنقلاته رغم ان الامن مستتب لاسيما مع العيون الساهرة للاجهزة الامنية القادرة على أن تبعد الكأس المرة عن لبنان حيث يتم يوميا القاء القبض على مطلوبين وارهابيين، وماليا الى التزام التقشف في مصروفه، حيث عمد معظم المواطنين من الطبقة المتوسطة الى تحويل ما يملكون من مدخرات بالليرة اللبنانية الى عملات اجنبية تحسبا واحتياطا لما قد تحمله الايام المقبلة من تطورات.

Post Author: SafirAlChamal