إعلام المستقبل.. يغني على ليلاه

 خاص ـ سفير الشمال

مع دخول استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض يومها السادس، يبدو واضحا التباين الشاسع بين أخبار الاعلام التابع لتيار المستقبل وأخبار الاعلام اللبناني ككل.

في خضم هذه الازمة السياسية المستفحلة التي اجتمع كل  الاطراف اللبنانيين من اجل احتوائها، تبدو الوسائل الاعلامية التابعة للتيار الازرق تعمل وفقا لتمنياتها، فيما كل المؤشرات تدل على ان الرئيس سعد الحريري في وضع لا يُحسد عليه في المملكة.

تشعر الاغلبية ان إعلام المستقبل يغرد خارج السرب وحيدا، فيما الاعلام اللبناني بأكمله يسير متناغما في مكان آخر، علما أنه حتى الساعة لا يوجد أي تأكيد او نفي للأخبار المتناقلة عن ان الحريري محتجز، الا ان نظرية المؤامرة ارتفعت اسهمها بشكل كبير، وما كان شكاّ يتحول مع كل يوم يمرّ الى يقين.

ومع ترجيح كفة الاقامة الجبرية للحريري في السعودية اصبح لدى الاعلام اللبناني قناعة بان الرئيس الحريري إستقال مكرهاً وهو يقيم في المملكة تحت حراسة مشددة، ويدور الحديث في الكواليس عن الجهد الجبار الذي بذلته المملكة في اخراج فيلم الاستقالة، وفصوله المستمرة في إنتقال الحريري المثير للريبة من الامارات الى البحرين، حيث تجمع المصادر على ان عودة الحريري الى لبنان ان حصلت فستكون لوقت قصير من اجل تسليم استقالته الى رئيس الجمهورية ثم العودة سريعاً الى المملكة.

على المقلب الآخر يصرّ الاعلام التابع للمستقبل على ايجاد حجج تعلّل الاستقالة من السعودية، وتؤكد بكل ثقة ان الحريري سيّد نفسه وقراراته وان جولته الخليجية خلال الأيام الأخيرة التي تلت الاستقالة ما هي الا جولة مشاورات مع القيادات العربية لايجاد حل للأزمات المستجدة. ومن مبدأ “تفاءلوا بالخير تجدوه”، تُمني الوسائل الاعلامية المستقبلية نفسها بعودة الشيخ سعد منتصرا الى بيروت، وبأن تكون كل الأمور بخير.

هذا الواقع يضع الاعلام الازرق امام احتمالين فاما انه لم يستوعب التطورات المتلاحقة، واما ان المنظومة الزرقاء تحاول بثّ الأمل للمحافظة على العصب الازرق مشدوداً متماسكاً حول رئيسه الغائب بانتظار العودة المرجوة، لتبقى تطورات الأيام المقبلة هي الوحيدة القادرة على ان تشفي غليل اعلام المستقبل، او أن تفتح عيونه على الحقيقة الكاملة.

Post Author: SafirAlChamal