الشريف: لهذه الأسباب اطلق ميقاتي مبادرته

اعتبر مستشار الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور خلدون الشريف، في حديث لبرنامج ″كلام الناس″ عبر قناة الـ″LBCI″، أنّ ″النقاش الذي يشهده لبنان راهناً يشبه النقاشات التي حصلت خلال الفترة الممتدة من العام 2005 وحتى اليوم، ما يعني عملياً أننّا عدنا من التسوية والتوافق اللذين كانا مطروحين وخرجنا من سياسة النأي بالنفس التي حمت البلد خلال خمس سنوات″، مضيفاً: ″الواضح أنّ اللبنانيين في اللحظة التي استقال فيها الرئيس سعد الحريري، عادوا إلى الإصطفاف في محاور، قد تؤدّي إلى مواجهات″.

واعتبر الشريف أنّ ″كلّ النقاش الدائر لا علاقة له بلبنان على الإطلاق، ولقد وصلنا إلى حائط، وبالتالي أمامنا حلّان، إمّا أن نقف أمامه ونتعرّض لمواجهة قد تعرّض لبنان لمخاطر كبيرة جدّاً، إذ أنّه رغم التطمينات التي قالها حاكم مصرف لبنان حول الليرة، لا يوجد أيّ تطمين حول وضع الإقتصاد اللبناني الصعب الذي يسوء أكثر، وكذلك ليس هناك تطمين إلى أنّ إسرائيل لن تشن حرباً على لبنان والضربات الإسرائيلية لا تأتي على مكان دون غيره، وبالتالي المخرج الآخر هو أنّنا نحن بحاجة لشكل من أشكال التفاهم والعودة إلى سياسة النأي بالنفس التي تحمي البلد وعدم الإنزلاق إلى مستنقع الصراعات″.

وعن المبادرة التي تقدّم بها الرئيس ميقاتي لدى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، قال الشريف: ″في البداية، يقول الدستور إنّه حين يستقيل رئيس الحكومة، لا يكون رئيس الجمهورية مخيّراً في قبول الإستقالة أو عدمه″، معتبراً أنّ ″ما قام به رئيس الجمهورية اليوم جيّد جدّاً لأنّه رأى أنّه من مصلحة البلد أنّ يصبر ويفهم الأسباب الكامنة وراء الإستقالة قبل البت بها، لكن البت بها ليس عدم قبولها، إذ أن الدستور يقول: حين يقدم رئيس الحكومة استقالته تعتبر نافذة ويصبح رئيس الجمهورية ملزماً بالدعوة لاستشارات نيابية″.

وتابع: ″مبدئياً لا يوجد أي شخص يعمل في السياسة يستطيع أن يوافق على تأليف حكومة جديدة، إذاً أمامنا حلان، الذهاب إلى الفراغ المطلق في سدة الرئاسة الثالثة، إذ تغيب أعلى سلطة سنية عن الساحة وتغيب عن تصريف الأعمال، أو نذهب إلى حلّ يجنّب البلد إلإنزلاق إلى هذا الخطر.″

وأضاف: ″ما نراه أنّه من المستحسن في هذا الظرف أن ندعو إلى مبادرة، أوّلاً لتلاقي كل المكونات السنية للإتفاق على مخرج يحمي لبنان، ويقوم بالدرجة على الحفاظ على الطائفة السنية والدستور والإلتزام بسياسة النأي بالنفس التي التزم بها الرئيس سعد الحريري وبشكل واضح، والأمر الثالث السعي لتأليف حكومة لا تكون عناصرها على صلة بالإنتخابات النيابية لتمرير هذه الفترة″.

وأكّد الشريف أنّ ″أيّ فراغ في سدّة رئاسة الحكومة سيؤدّي إلى زيادة حالة الإحباط الذي رفض في لحظة من اللحظات الرئيس الحريري الحديث عنها عندما أثارها النائب أحمد فتفت في مجلس النواب، ولكنه عاد وذكرها في بيان الإستقالة″، مشدّداً على أنّ ″الفراغ يؤدي إلى صعود الخطاب والتوتر بشكل عال جدّاً، الأمر الذي لا يحمي لبنان واللبنانيين، وبالتالي علينا أن نفكر جدّياً بكيفية بناء الدولة وضرب محاور الفساد والصعود بخطاب يحمي هذا البلد″.

وردّاً على قول الرئيس فؤاد السنيورة أن ″لا بديل عن سعد الحريري″، قال الشريف: ″من حقه أن يقول ذلك، ولكن الوزير ثامر السبهان قال في الأمس أن الحريري حر في العودة أو عدمها، لكننا لا نريد أن نشهد اغتيالاً ثانياً في بيت الحريري″، وبالتالي في حال لم يعد الرئيس الحريري ماذ نفعل؟ مشيراً إلى أنّ ″الأهم هو الاتفاق على عدم جواز الفراغ في رئاسة الحكومة وعلى عدم غياب المكوّن السني عن الحكم″.

وأشار إلى أنّ ″ما سمعه اللبنانيون لا يعطي إنطباعاً بأنّ الرئيس الحريري ينوي العودة إلى لبنان”، معتبراً أنّه “حين يحصل توافق بين المكونات السنية السياسية يصبح اسم رئيس الحكومة تفصيلاً″. وقال: ″أنا أعتبر أنّ المملكة العربية السعودية هي الشقيق الأكبر للبنان وحريصة على استقراره، وطبعاً لديها موقفها حيال الموضوع الإيراني لكن لا أظن أنّ للسعودية مصلحة في حصول فراغ يملأه غير السني في البلد، ونحن نعرف مصلحة وطننا ونستطيع إقناع الآخرين بها″.

Post Author: SafirAlChamal