خاص سفير الشمال
إحتلت استقالة الرئيس سعد الحريري المدوية بدون منازع كل مواقع التواصل الاجتماعي وكانت الحدث بتوقيتها ومكان اعلانها واسبابها وحيثياتها وابعادها وتداعياتها…
الاستقالة المفاجأة نزلت كالصاعقة على اللبنانيين، في وقت كان فيه الحريري نفسه يروّج الاجواء الايجابية، ويؤكد حرص السعودية على استقرار وامن لبنان ويحاول بشتى الطرق كبح العاصفة التي اثارتها تصريحات وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان. وجاءت الزيارة غير المقررة للمستشار الايراني علي اكبر ولايتي ليحزم بعدها الحريري حقائبه ويستعجل السفر الى السعودية.
اللبنانيون تفاءلوا بالزيارة الثانية للحريري الى المملكة في غضون ٣ ايام ،وظنوا ان الفرج آتٍ .
وهكذا وبشكل سريع ومفاجئ، خرج الحريري بمؤتمر وبكلمة مكتوبة ليعلن امام الملأ ومن المملكة السعودية تحديداً وعلى قناة غير لبنانية استقالته من رئاسة الحكومة.
هذه الاستقالة أعادت الانقسام العامودي الى البلد، فتضاربت الآراء بين حليف ومؤيد خجول وخصم ومعارض شرس.
منصات التواصل الاجتماعي غصت بالتعليقات، المؤيدون باركوا للشيخ سعد بالاستقالة معتبرين انه رمز الاعتدال اللبناني مرددين شعار ثورة الارز الشهير لبنان اولا:″بوركت إستقالتك يا دولة الرئيس″، مع هاشتاغ ″سعدالحريري رئيسي″.
في المقلب الاخر رأت الاكثرية في مكان اعلان الاستقالة اهانة للبنان وشعبه فمن أراد الاستقالة يستقيل بين شعبه وفي مكتبه وليس عند الغرباء وعلى هذا الأمر علق البعض، :”كيف تستقيل خارج بلادك احتجاجاً على تدخلاتٍ خارجية في بلاد”، كما إعتبر البعض أن الاستقالة بمثابة تطيير للانتخابات المقبلة.
الازمة التي تهدد لبنان بتداعيات كارثية على الصعيدين الامني والاقتصادي، لم تمنع المغردين من ″التنكيت″ والسخرية من مبدأ ان شر البلية ما يضحك، فاستخدم البعض البعض الاغنية التي انتشرت للحريري مع طاقم الميدل إيست ″هلا بالخميس″ ليعلق بالقول:″سعد الحريري من هلا بالخميس الى مع السلامة السبت″، ولم تخلُ التعليقات الساخرة من الحس السياسي التحليلي: ″السعودية وإيران لعبوا مباراة الذهاب في سوريا وهلق مباراة الاياب بلبنان والحكم اسرائيلي″،
وتساءل بعض المغردين عن صحة الخبر الذي اطلقه الوزير السابق وئام وهاب واشار فيه الى ان الرئيس الحريري معتقل: ″صراحة اذا كل هول الأمراء فعلا تم توقيفهم بالسعودية، معناتها فعلا الحريري معتقل″، ليغرد آخر: ″سعد الحريري مواطن لبناني ونحن قوم لا نترك أسرانا في السجون″.
كان يوما حافلا اعلاميا وعلى منصات التواصل الاجتماعي، لكن الحقيقة واحدة وهي ان استقالة سعد الحريري بكل ابعادها والتي هزت البلاد من شمالها الى جنوبها سيكون لها ارتدادات في المستقبل القريب، ما دفع المغردون الى التساؤل ″هل إستقال الحريري مخيرا أم مكرها″، أما أطرف ما كتب هو أن ″جبران باسيل يشهر إسلامه لتكليفه برئاسة الحكومة″، كما نشر عدد من المغردين هاشتاغ ″سعد مش راجع″.
