ماراتون الضنية الأول: عرسٌ جماهيري في بخعون… عبد الكافي الصمد

إستيقظت بلدة بخعون ومعها أغلب قرى الضنية يوم الأحد باكراً على غير عادتهم، فمع أن اليوم هو يوم عطلة، فإن حدثاً مهماً جعل أهالي البلدة والمنطقة يستيقظون قبل أوانهم المعتاد، حيث توافد المئات منهم منذ ساعات الصباح الأولى إلى ساحة الساعة، الواقعة  على بولفار مرشد الصمد وسط البلدة، للمشاركة في ماراتون الضنية الأول الذي وُلد كفكرة بين 7 شبان من البلدة، قبل أقل من شهرين، ثم أبصر النور وتحوّل من حلم إلى حقيقة.

مخاوف المنظمين من طقس عاصف وممطر محاها الطقس المشمس والجميل الذي خيم على البلدة والمنطقة وكأن فصل الصيف لم يغادرهما بعد، وقبل أن تبلغ عقارب الساعة التاسعة صباحاً، موعد إنطلاق الماراتون، كانت الحشود الغفيرة تملأ الساحة والشوارع المتفرعة منها عن بكرة أبيها، وتخرج بكثرة إلى الشرفات، ما جعل المنظمين يصابون بإرباك بعدما فاق عدد الذين شاركوا في الماراتون، بفئاته الثلاث، 800 مشارك، وسط أجواء فرح غير مسبوقة في البلدة والمنطقة، تمثل في حضور شعبي غفير من مختلف الأعمار، وفي حضور ومشاركة جميع القوى السياسية في الضنية، ما حوّل الماراتون إلى عنصر جامع بعدما فرقت السياسة بينهم.

رئيس بلدية بخعون زياد جمال ومعه رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية وأعضاء البلدية وناشطين ومنظمي الماراتون، بدوا كخلية نحل عملوا بلا كلل من أجل إخراج الماراتون بأفضل حلّة، ولكن حماس الحضور والمشاركين فيه غلبهم، إلى درجة أن المشاركين في فئة الصغار إنطلقوا في سباقهم قبل أن تعطى لهم إشارة الإنطلاق.

أجواء الفرح هذه زاد منها مشاركة مؤسسات وأشخاص في دعم منظمي الماراتون بتقديم المياه والحلويات والفاكهة والعصير، وغيرها من مستلزمات الماراتون، الذي انتهى والمنظمون يحدوهم الأمل بأن ماراتون العام المقبل سيكون أفضل وأجمل وأكثر تنظيماً.

فقد نظمت بلدية بخعون وناشطون في البلدة بالتعاون مع إتحاد بلديات الضنية “ماراتون الضنية الأول”، الذي حمل شعار “منركض .. ليكون بكرا أحلى”، في حضور النائب قاسم عبد العزيز، والنائبين السابقين جهاد الصمد ومصباح الأحدب، جميل فتفت ممثلاً النائب أحمد فتفت، رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، رئيس إتحاد بلديات جرد الضنية غازي عواد، رئيس رابطة مخاتير الضنية مصطفى الصمد، مدير مجمع الضنية للرعاية والتنمية مازن الأيوبي، ملكة جمال الشمال وعكار ستيفاني الخوري، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من البلدة والمنطقة، وحشد غفير من البلدة والمنطقة ضاقت به ساحة برج الساعة وسط بولفار مرشد الصمد في البلدة، حيث كانت نقطة بداية الماراتون ونقطة النهاية.

بعد عزف نشيد كشافة التربية الوطنية الذي ألقاه فوج بخعون، والنشيد الوطني اللبناني، ألقى رئيس بلدية بخعون زياد جمال كلمة رحب فيها بالحضور على “أرض الضنية الطيبة، التي لم ينل من أصالتها دهر من الإهمال والحرمان، وإن جرحتها سياسات عرفت بإغفالها للإنماء المتوازن، لكنها عضت على جراحها والآلام وها هي تغازل غدها، وتنزع عنها صفة ألصقت بها، ولتأخذ بفعل إرادة أبنائها دورها الطليعي في صياغة لبنان الوطن”.

وأضاف: “إن هذا الحدث الرياضي الذي نحن بصدده اليوم، يهدف أولاً إلى بث روح المنافسة الرياضية بين الأبناء والناشئة، وهو يبعث ثانياً رسالة محبة وتضامن وسلام من هذه الضنية إلى كل الوطن، نحن نركض ليكون بكرا أحلى، نحن نركض للوطن، نحن نركض لغد أجمل ونحن نركض من أجل ضنية أفضل”.

ثم ألقى رئيس بلدية الضنية محمد سعدية كلمة أشار فيها إلى أننا “نرسل من خلال هذا الماراتون من بخعون والضنية تحية حلوة إلى كل لبنان، لنقول للبنانيين إننا نركض من أجل إزالة العوائق السياسية أمامنا من أجل تحقيق الإنماء، ومن أجل نهضة الضنية وتقدمها نحو غد أفضل”.

بعد ذلك إنطلق الماراتون بفئاته الثلاث: الناشئون تحت 15 سنة، الأناث والذكور فوق 15 سنة، وسط مواكبة لعناصر الدفاع المدني والجمعية الطبية الإسلامية الذين عملوا على إسعاف من لم يستطع أن يكمل الماراتون، وفي ظل إنتشار أمني للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.

وفي نهاية الماراتون الذي شارك فيه أكثر من 800 متسابق، وزعت الكوؤس على الفائزين الذين جاءت نتائجهم كالتالي:

ـ فئة الناشين دون 15 عاماً: يحيى شاكر، أحمد أبو عمر، حمد أبو عمر.

ـ فئة الإناث فوق 15 عاماً: ريان يوسف، سيرين عثمان، سندس زاخوري.

ـ فئة الذكور فوق 15 عاماً: إبراهيم مقصود، محمد قاسم، خالد الرز.

وبعد نهاية الماراتون أقيم وسط الساحة حفل فني بالمناسبة.

Post Author: SafirAlChamal