طرابلس: قلم النفوس تحت الرقابة الامنية.. وماذا عن الفساد؟… عمر ابراهيم

تراجعت حدة ″العاصفة″ الامنية والقضائية التي ضربت قلم النفوس في طرابلس على خلفية ملف ″الرشاوى″ وأدت الى الإضرار بـ″السماسرة″ بعد توقيف عدد منهم، وبمعنويات  الموظفين والمخاتير الذين جرى التحقيق مع بعضهم، وهو اجراء اعتبرو المخاتير ″تعسفيا ويخالف القوانين″.

لا يختلف إثنان على حجم الفساد والاستهتار الذي يواجهه المواطنون في الدوائر الرسمية، وذلك بسبب الروتين الاداري القاتل الذي ينهكهم ويدفعهم الى سلوك طريق ″جلجلة″ خلال تخليص معاملاتهم داخل ″دهاليز″ تلك الدوائر.

ولا شك في أن فتح ملف قلم نفوس طرابلس، ترك تساؤلات حول أسباب هذه الاستفاقة في هذه الدائرة على وجه الخصوص دون سواها؟، وهل أن ما حصل من توقيفات وتحقيقات كان بداية جدية لفتح هكذا ملفات، وتمت إعاقتها سياسيا؟، أم أن ما شهده قلم النفوس كان مجرد ″فركة أذن″؟، والاهم من ذلك، هل أن ما حصل هو ضمن استراتيجية موضوعة لمواجهة ظواهر من هذا النوع في دوائر الدولة؟، ام أنه جاء ردة فعل على حادث ما، أو نتيجة إخبار معين؟، وما مصير الذين أدينوا؟، هل سيحاكمون ام سيعودون الى عملهم وكأن شيئا لم يحصل؟، وأخيرا من يجرؤ على المضي في ملف الفساد داخل بلد قائم على توزيع الوظائف مناصفة بين طوائفه وقواه السياسية التي تعتبر كل منها المسّ بأي موظف هو مسّ بالطائفة او المرجعية السياسية؟.

ربما لابناء طرابلس على وجه الخصوص معاناة لا تنتهي في دوائر الدولة، لا سيما الذين لا يملكون مالا او ″واسطة″ بدءا بالدوائر داخل سراي المدينة وصولا الى سائر الدوائر، ما يجعل محاربة الفساد وضرب أوكاره، مطلبا طرابلسيا دائما، خصوصا أن البعض منهم ذهب الى حد إعتبار ان المدينة واهلها يتعرضون لمؤامرة من خلال فريق من الموظفين في الدوائر يتم تعيينهم بقرار سياسي ويضربون بعرض الحائط كل القوانين من خلال ″عصا″ السلطة او المرجعية السياسية والحزبية .

وتشير المعلومات الى أنه بعد اتصالات سياسية وتحركات ميدانية نفذها مخاتير طرابلس والشمال، هدأت العاصفة وظهر الحل لإنهاء هذا الملف من خلال وضع قلم النفوس تحت المراقبة الامنية لأحد الأجهزة، عبر وضع عناصر بشكل دائم تراقب عمل الموظفين وتلاحق أي إشكال مع المواطنين او أعمال مخلة بالقوانين.

وتشير مصادر متابعة الى ″ان ملف الفساد شائك ومعالجته لا يحب ان تكون استنسابية او عبر ردات الفعل، ويحب ان يكون هناك قرارا وطنيا جامعا بملاحقة الفاسدين في أي منصب كانوا، وليس صغار الموظفين او في منطقة دون اخرى″.

وتقول هذه المصادر: ″إن قلم النفوس في طرابلس عليه علامات استفهام، لكن دوائر أخرى في السراي فيها من الفساد ما يكفي لفتح حرب داخلها، لذلك فإن ما حصل داخل هذا القلم سيساعد في اعادة تنظيم اموره وتسهيل مصالح المواطنين، والمطلوب ان تُرفع يد النافذين عنه وعن المخالفين فيه او الذين يدعمونهم وحينها لن تكون هناك أية مشاكل.″

Post Author: SafirAlChamal