إنتخابات نقابة محامي طرابلس: المعركة على ″المقعد المسيحي″… غسان ريفي

إتضحت صورة التحالفات السياسية في إنتخابات نقابة المحامين في طرابلس لاختيار عضوين لمجلس النقابة بدلا من العضوين اللذين إنتهت مدة ولايتهما وهما: النقيب فهد المقدم، وجورج عاقلة، حيث دخل هذا الاستحقاق في بازار المصالح والمقايضة على مراكز محددة في نقابات مهنية أخرى، ما دفع ببعض التيارات السياسية الى التخلي عن مرشحيها لمصلحة مرشحي تيارات أخرى، وخصوصا تيار المستقبل الذي تخلى عن منسقته السابقة في البترون المحامية جورجينا عسال لمصلحة مرشح القوات اللبنانية باسكال ضاهر.

من المفترض أن يتوجه المحامون الى مقر نقابتهم صباح غد الأحد للمشاركة في العملية الانتخابية، لكن من المتعارف عليه أن الجلسة الأولى لا يكتمل فيها النصاب لذلك فان جلسة الغد ستؤجل الى يوم الأحد في 19 تشرين الثاني الجاري.

اللافت في هذه الانتخابات أن تيار المستقبل لم يرشح أحدا من محامييه المنظمين، بل أعلن دعمه للمرشحين بلال هرموش (الجماعة الاسلامية) وباسكال ضاهر (القوات اللبنانية) ما ترك تحفظا لدى بعض المحامين الزرق الطامحين، كما ترك تعاطفا مع المرشحة جورجينا عسال التي كانت ضحية تسوية سياسية جديدة. 

ويبدو واضحا أن المستقبل يسعى الى إسترضاء القوات بعدما تجاوزها في نقابة أطباء الأسنان في طرابلس والتي ستجري إنتخاباتها يوم الأحد في 12 تشرين الثاني الجاري، حيث سبقها في ترشيح الدكتور طوني شاهين، وقد غضّت القوات النظر على هذا التجاوز مقابل أن يدعم المستقبل مرشحها في نقابة محامي طربلس، ومرشحها لمنصب النقيب في إنتخابات نقابة بيروت التي ستجري بالتزامن مع إنتخابات طرابلس في 19 الجاري..

ولا يخفى على أحد، أن إنتخابات نقيب جديد لنقابة طرابلس في العام المقبل (من المفترض أن يكون مسلما)، ترخي بثقلها على هذه الانتخابات التي تعتبر ″بروفة″ لها، لذلك تحرص التيارات السياسية الاسلامية على عدم الدخول في إصطفافات لكي لا تدخل في خصومات أو تتعرض لخسائر، قد تنعكس عليها سلبا في الانتخابات المقبلة، من هنا يشكل المحامي بلال هرموش شبه إجماع، حيث يقف قطاع محامي العزم الى جانبه، وبعض التكتلات السياسية والنقابية الأخرى، في حين ما يزال تيار الكرامة يدرس خياراته في إمكانية دعم ترشيح هرموش أو ترشيح المحامي هشام مجلد، كما يدعم بعض المستقبليين ترشيح المحامية سيرين الرافعي.

هذا الواقع يجعل معركة هرموش سهلة، لكن المعركة الأساسية ستكون على المقعد المسيحي الذي يشهد منافسة حادة، بين مرشح القوات باسكال ضاهر، ومرشح المردة ريمون خطار، والمرشحة المستقلة جورجينا عسال.

وفي الوقت الذي يعتمد فيه مرشح القوات ضاهر على دعم تيار المستقبل والجماعة الاسلامية وحركة الاستقلال، فان قطاع محامي العزم وتيار الكرامة والحزب القومي يقفون الى جانب مرشح المردة، فيما تعتمد عسال على المستقلين والكتل النقابية وعلى أصوات محاميي البترون (مسقط رأسها) وكذلك على أصوات من يتعاطف معها من تيار المستقبل، بعدما نكثت القيادة الزرقاء بالوعد الذي قطعته لها بدعم ترشيحها في هذه الانتخابات.

ومن المفترض أن تؤخذ بعين الاعتبار الخلافات السياسية المستفحلة بين القوات والتيار الوطني الحر من جهة، وبين التيار الوطني الحر وتيار المردة من جهة ثانية، وتمرد بعض المستقبليين على تيارهم، والتسرب الذي يمكن أن يحصل من تيارات أخرى، وتأثير ذلك على توزيع الأصوات على المرشحين، لذلك لا يستبعد محامون مطلعون على سير التحضيرات الانتخابية حصول مفاجئة خصوصا على المقعد المسيحي.

Post Author: SafirAlChamal