نفض رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين يده من مكب النفايات الذي يهدد المدينة وبيئتها، وذلك عندما كشف أن مشكلة إيجاد البديل للمكب والحلول الناجعة للنفايات أكبر من بلدية طرابلس وأكبر من اتحاد بلديات الفيحاء، وهو يحتاح إلى أموال ضخمة لا نستطيع تأمينها، بل تعجز الدولة المسؤولة تحديدا عن هذا الملف تأمين هذه الأموال، والمشكلة وطنية أكثر مما هي محلية.
كلام قمر الدين جاء في إعتصام نظمته هيئات العمل الأهلي في ساحة التل، إحتجاجا على مكب النفايات، حيث رفعت لافتات حذرت من مخاطر التلوث الناجم عنه.
بعد كلمة لعمر طرطوسي باسم منظمي الاعتصام، تحدث قمر الدين فأشار الى أن المجلس البلدي في طرابلس عمره سنة وأربعة أشهر، فيما مشكلة مكب النفايات في المدينة عمرها 25 سنة وأكثر، وتتفاقم سنويا”.
وأشار قمر الدين الى أن الروائح التي إنبعثت في المدينة سببها معمل الفرز، وقال: منذ تسلمنا مهامنا قمنا بدورنا وأرسلنا كتبا الى المعنيين في الحكومة وفي مجلس الانماء والاعمار نحذرهم من مغبة الامر والمخاطر المحدقة بطرابلس واهلها من جراء المكب، وطالبنا بضرورة ايجاد حل جذري، وليس بحل موقت، لأن الحلول الموقتة تصل الى حدودها القصوى، ونعود نقع في المشكلة نفسها. وإضافة إلى ذلك، نحن نجري اتصالاتنا في لبنان والخارج لمساعدة الحكومة اللبنانية لايجاد الحلول لمشكلة النفايات، ونعلم أنه كان لدى الحكومة حل بديل عن مكب طرابلس بإنشاء مكب آخر في دير عمار، وأعتقد أن أهالي دير عمار لم يوافقوا على المشروع لأن ما يسمعونه لم يطمئنهم، إضافة إلى عدم ثقة الناس بطريقة تنفيذ الدولة للمشاريع في طرابلس والشمال، وتحديدا على الصعيد البيئي”.
وأضاف: أعتقد أن الحكومة تنكب حاليا على دراسة هذا الموضوع، ولكن وضعنا اليوم مأساوي، لدينا مكب كان يفترض ألا يتجاوز ال15 مترا، وهو يصل اليوم إلى 39 مترا. كما أن الشركة المتعهدة أرسلت كتابا أوضحت فيه أنها ستتوقف عن العمل لعدم قدرتها على تحمل أي مسؤولية عما سيحدث خصوصا في فصل الشتاء، حيت تزيد مياه الامطار الضغط على حائط الدعم، وهناك خوف كبير من أن ينفجر المكب”.
وتابع: “لدينا حل مؤقت يخدم سنة أو سنتين كحد أقصى، لكننا لا نريد الحلول المؤقتة إذا لم تواكبها حلول طويلة الأمد من أجل الانتقال بعد السنتين إلى الحل الدائم لتصريف نفاياتنا. وإذا ذهبنا إلى الحل المؤقت من دون العمل على الحلول الجذرية سنواجه الكارثة أيضا.
وقال: “من السهل أن نصدر قرارا بإغلاق المكب، ولكن بعد إغلاقه أين سنذهب بالنفايات؟ فالناس الذين اعترضوا على واقع النفايات ونزلوا الى الشارع، صحيح أن كلامهم كان موجها وبطريقة سلبية لي وللبلدية ولاتحاد البلديات، لكني أجد أن موقفهم يدعمني ويساعدني ويساعد البلدية والاتحاد أمام الجهات الرسمية للسير بالحلول التي سيتضمنها الملف الذي نكونه حاليا، وسنطرحه في وقت قريب جدا.
كما تحدث رئيس اتحاد أرباب العمل طارق المير، والنقيب شادي السيد.
