أجواء مقاطعة تسبق زيارة باسيل اليوم إلى المنية ـ الضنّية… عبد الكافي الصمد

يحلّ وزير الخارجية والمغتربين ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، اليوم الجمعة، في قضاء المنية ـ الضنية، تلبية لدعوة منسقية التيار في الضنية إلى حفل عشاء سوف يقام اليوم في مطعم الفيصل في بلدة سير، في جولة أثارت جدلاً وسجالاً واسعين حولها حتى قبل أن تبدأ، وسط تساؤلات عن غاية باسيل منها، وعمّا ينتظر أن تسفر عنه من نتائج وتداعيات على أكثر من صعيد.

تركت جولة رئيس التيار البرتقالي المرتقبة في المنية ـ الضنية اليوم إنقساماً واسعاً في الآراء والمواقف حولها على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، بين رافض أو مؤيد لها، مع رجحان لافت لكفّة غير المرحبين بزيارة باسيل للمنطقة، لأسباب مختلفة، أبرزها:

أولاً: ليست زيارة باسيل اليوم إلى الضنية هي الأولى له، ففي 9 أيار عام 2015 أعلن نيّته تلبية حفل غداء دعته إليه منسقية التيار الوطني الحر في بلدة سير، لكن تلك الدعوة ألغيت حينها بعدما قوبلت بمقاطعة معظم القوى السياسية فيها، من فريقي 8 و14 آذار، لأن باسيل تجاوزها في زيارته، ما دفعه حينها لأن يقتصر زيارته على القرى المسيحية الخمس المرتبطة جغرافياً بقضاء زغرتا، عيمار وكرم المهر وبحويتا وكهف الملول وزغرتغرين، حيث أعلن النائب السابق جهاد الصمد حينها أن باسيل ″غير مرحب به في المنطقة″، في موقف سلبي له من باسيل لم يتغير، كما أن النائب أحمد فتفت هاجم باسيل بشدة قبل أيام في جلسة مجلس النواب الأخيرة.

ثانياً: في 25 تموز 2015، أي بعد قرابة شهرين ونيّف على زيارته غير الموفقة إلى الضنية، قام باسيل بزيارة أخرى إلى المنية، وتحديداً إلى بلدة مركبتا فقط، وهي البلدة المسيحية الوحيدة في المنية، وفي تلك الزيارة إرتكب باسيل الخطأ نفسه الذي ارتكبه في الضنية، لجهة تجاوزه فعاليات المنطقة كلهم، ولقي في مركبتا إستقبالاً خجولاً جداً، كون البلدة تعتبر معقلاً للحزب السوري القومي الإجتماعي، عدا عن أن حضور التيار البرتقالي فيها يعدّ ضعيفاً.

ثالثاً: جولة باسيل اليوم إلى الضنية تأتي بعد أيام من زيارة قام بها العميد المتقاعد شامل روكز إلى بلدة القطين، في 24 تشرين الأول الماضي، وتناوله طعام الغداء فيها بدعوة من الرقيب أول المغوار المتقاعد أحمد سعيد صافي بحضور رئيس بلديتها محمد صافي وحشد من أبناء البلدة والجوار. وكان لافتاً أن رئيس وأعضاء منسقية التيار البرتقالي في الضنية غابوا عن إستقبال روكز حينها، ما ترك تساؤلات حول خلفيات هذا الغياب، وهل هو مقدمة لتحوّل الضنية إلى ساحة صراع جديدة بين ″العديلين″ اللدودين؟

رابعاً: يعد حضور التيار الوطني الحرّ في المنية ـ الضنية ضعيفاً، مقارنة بحضور بقية الأحزاب والتيارات والقوى المسيحية الأخرى مثل تيار المردة والقوات اللبنانية وحزب الكتائب وحركة الإستقلال، ووسط الناخبين المسيحيين تحديداً، الذين وفق لوائح شطب عام 2017 يبلغون 15921 ناخباً مسيحياً، من أصل 118671 ناخباً، 8171 ناخباً أرثوذكسياً و7449 ناخباً مارونياً.

خامساً: سرت معلومات أن باسيل يتوجّه لتبني ترشيح شخص من آل زريقة للإنتخابات النيابية المقبلة (مقاعد القضاء الثلاثة في المجلس النيابي مخصصة للطائفة السنّية)، وهو ترشيح ليس الهدف منه معرفة حجم حضور وشعبية التيار البرتقالي في المنية ـ الضنية، الضعيف بطبيعة الحال، بل سيعد ترشيحاً في وجه تيار المستقبل تحديداً، وهو ما يرسم علامة إستفهام حول طبيعة العلاقة بين باسيل والتيار الأزرق، ومدى تماسكها من هنا وحتى موعد إستحقاق الإنتخابات النيابية في أيار المقبل.

سادساً: في زيارتيه السابقتين قاطع أغلب رؤساء بلديات المنية ـ الضنية لقاء باسيل، إنطلاقاً من كونه لم ينفذ أي مشروع ولم يلبّ أي طلب للبلديات أيام كان وزيراً للطاقة والمياه، وهذه المقاطعة يرجح إستمرارها لأن وزراء التيار الوطني الحر لم يلتفتوا للقضاء نهائياً، ولم يولوه إهتمامهم، ولو بالحدّ الأدنى.

سابعاً: هل سيؤجل باسيل أو يلغي جولته في المنطقة، أو يوفد مبعوثاً عنه، أم يحضر شخصياً، وكيف سيُستقبل، وأي نتائج سيخرج بها من جولته؟ كل هذه الأسئلة سيكون الجواب عليها اليوم.

Post Author: SafirAlChamal