الضنية والمنية: فشل القوى السياسية والبلدية.. يتجسد بالحرمان!… عمر ابراهيم

لم يعرف قضاء المنيةالضنية يوما انماءا فعليا او مشروعا حكوميا ناجحا او خططا استراتيجية لبلدياته ونوابه وفاعلياته، فبقي هذا القضاء يعيش على فتات المشاريع التي تعطى له من باب تسديد فواتير انتخابية او تقديم إغراءات لاستثمارها لاحقا في مشاريع سياسية.

على مر العقود الماضية بقي هذا القضاء بعيدا عن اهتمامات المسؤولين في الدولة، رغم انه قدم مؤخرا لتيار المستقبل في صناديق الاقتراع أصواتا وفيرة جعلته يحصد الأكثرية النيابية، فضلا عن مشاركات ابنائه الفاعلة في التحركات الشعبية التي كان ينظمها ″التيار في بيروت، من دون ان يعني ذُلك ان حظ القضاء كان أفضل مع من سبق ″المستقبل″ في تولي سدة المسؤولية″.

باختصار يمكن القول ان هذا القضاء يتوارث الحرمان جيلا بعد جيل، ويحصد زيف الوعود السياسية وفشل بلدياته وهو ما يجسده الحرمان والاهمال في القرى والبلدات، بعدما غدا الوصول الى المجلس البلدي عند البعض مجرد الحصول على مركز اجتماعي للوجاهة، او سلطة من أجل تصفية الحسابات، او موقعا لخدمة هذا السياسي او ذاك، أو إنتصارا سياسيا يسجل من خلال الخصوم النقاط على بعضهم البعض.

وتتجلى معالم الحرمان في مشاهد عدة، بدءا بالقرى التي تفتقد بمعظمها الى البنى التحتية وصولا الى المشاريع الحيوية التي تبقى اسيرة ادراج المسؤولين او ربما لم تكن سوى وعود عرقوبية.

وإذا كانت الضنية شهدت صيف هذا العام اعمال تزفيت للطريق الرئيسية الذي يربطها بطرابلس، الا ان ذلك لم يحسّن من واقعها، كونها ما تزال تفتقد الى كل شروط السلامة العامة من انارة وإشارات تحذيرية، فصلا عن غياب التنظيم الذي يؤدي الى حوادث السير والصدم بشكل شبه يومي.

في كل الأحوال تبقى الضنية أفضل حالا من المنية لا سيما فيما يتعلق بما يسمى الأوتوستراد الدولي، الذي سيحتفل قريبا بدخوله العقد الثالث قبل ان يصل المشروع الى نهايته.

هذا الأوتوستراد اطلق عليه اسم اوتوستراد “المنيّة” نظرا لكثرة حوادث السير وسقوط مئات القتلى والجرحى عليه، ورغم ذلك لم يتحرك المسؤولون لإنهاء العمل او معالجة الأخطاء فيه، وجل ما قاموا به هو تغيير اسمه من اوتوستراد الرئيس الراحل حافظ الأسد الى اوتوستراد الشهيد رفيق الحريري، وربما سياتي رؤساء اخرون وتتغير تسميات قبل ان ينتهي العمل عليه.

وما كان ينقص ابناء المنية ومعهم ابناء الضنية هو اوتوستراد المنية الضنية الذي افتتح مؤخرا على نحو ربما اساء بالدرجة الاولى الى كلمة اوتوستراد قبل ان يعري المسؤولين عن تنفيذه والجهات التي سكتت على ما فيه من عيوب .

هذا الأوتوستراد المفترض ان يربط المنية  بالضنية تحول ايضا الى “بلاء” بسبب حوادث السير اولا، وثانيا نتيجة عدم مراعاة الشق التجميلي، فبات في فترة قصيرة من افتتاحه وكأنه مرّ عقود على انجازه.

يبقى ان ابناء هذا القضاء يعدون العدة، لما سيحمله لهم فصل الشتاء من سيول على الطرقات وغرق أراض ومنازل بالمياه، وزجقة سير وحوادث يأملون ان لا تكون مميتة.

Post Author: SafirAlChamal