الحريري يعود من الضنية مأزوماً وخالي الوفاض!… عبد الكافي الصمد

شكلت الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إلى الضنية، يوم الخميس الماضي، مساراً إنحدارياً إضافياً باتت تشهده الزيارات التي يقوم بها إلى المنطقة، وتعكس أزمة تياره الوجودية العميقة.

كان واضحاً بالنسبة لجمهور التيار الأزرق في الضنية أن زيارة الحريري لم تكن على قدر الآمال المعلقة عليها، وهي جاءت مخيبة على أكثر من صعيد، شعبياً وسياسياً وإنمائياً، وطرحت أكثر من تساؤل في أوساط المستقبل قبل سواه، عن الكيفية التي سيواجه بها التيار جمهوره والناخبين الآخرين في استحقاق الإنتخابات النيابية المقبلة، وهو في هذه الحالة التي لا تدعو إلى التفاؤل بل تدعو الى الخوف.

ومن أبرز النقاط التي جرى التوقف عندها في زيارة الحريري الأخيرة إلى الضنية، ما يلي:

أولاً: لم يجلب الحريري معه إلى الضنية أي مشروع إنمائي، كما أنه لم يدشن أي مشروع فيها في معظم زياراته الأخيرة، برغم وجود تيار المستقبل في السلطة، وبالرغم من أن التيار الأزرق إستطاع حصر تمثيل الضنية النيابي منذ عام 2005 بالنائبين أحمد فتفت وقاسم عبد العزيز. في حين أن أغلب مشاريع الضنية وخدماتها طيلة الـ12 سنة الماضية يتابعها بشكل يومي النائب السابق جهاد الصمد، إضافة إلى الحضور الإنمائي اللافت في المنطقة للرئيس نجيب ميقاتي، الوزير السابق فيصل كرامي.

ثانياً: بدا الحريري في كلامه أمام الجمهور القليل الذي كان في استقباله في الضنية، وكأنه يعيش في كوكب آخر، فهو تحدث عن أن ″الإنماء حق للضنية، وسوف نعمل ما بوسعنا لتحقيق الأولويات″، وأن ″خدمة الناس أهم من الإستراتيجيات السياسية″، وأنه ″مهما فعلنا، وقدمنا من خدمات وإنماء لن نتمكن من إيفاء الناس حقها″.

فأين هو حقّ الضنية في الإنماء لدى تيار المستقبل لإيفاء الناس فيها بعض حقوقهم المتوجبة عليه، وما هي المشاريع التي نُفذت أو رُصدت لها الأموال في الضنية منذ 12 سنة وحتى اليوم، وكيف يعوّض على الضنية بعد ″استقالة″ و″عزل″ حمدي شوك وعبدالمنعم يوسف من منصبيهما في عهد تيار المستقبل، بحيث لم يبق أحد من أبناء المنطقة ضمن موظفي الفئة الأولى، وأين هو حق الضنية في المجلس الإقتصادي ـ الإجتماعي المكوّن من 71 عضواً، والذي عينته حكومة الرئيس سعد الحريري قبل أيام، ولم تمثل فيه لا الضنية ولا المنية ولا عكار؟

ثالثاً: سعى الحريري جاهداً لتجاهل أو تأجيل إنفجار أزمة تنتظره داخل تيار المستقبل في الإنتخابات النيابية المقبلة، والمتمثلة في اختيار مرشحيه فيها، في ظل أسئلة عدة عما إذا كانت القيادة الزرقاء ستبقي على فتفت وعبد العزيز، أم أنها ستقدم على إجراء تغيير، وكيف سيكون وضعها إذا واجهت تمرداً ورفضاً من أحد النائبين أو كليهما إذا استغنت عن خدماتهما، وكيف ستواجه إعتراض طامحين كثر يريدون دخول لوائح تيار المستقبل إذا سدّت السبل في وجههم بعد وعود تلقوها، إضافة إلى أزمة التيار الرئيسية التي سيواجهها في الإنتخابات، والمتمثلة في توجيه الناخبين المحسوبين عليهم لإعطاء صوتهم التفضيلي لأحد مرشحيهم، مع ما يعني ذلك من أزمة عدم ثقة بين مرشحي تيار المستقبل ضمن اللائحة الواحدة، بدأت تطلّ برأسها مبكراً.

رابعاً: إضافة إلى تراجع الحضور الشعبي الذي كان يستقبل الحريري عادة خلال زيارته للمنطقة، فقد سُجّل غياب أغلب رؤساء بلديات الضنية ومخاتيرها وفعالياتها عن استقباله أو حضور اللقاءات التي عقدها، ما يترجم إستياء هؤلاء من وعود الحريري السابقة التي بقيت حبراً على ورق، والتي أبقت الحرمان في عهد تيار المستقبل عنواناً رئيسياً في الضنية.

Post Author: SafirAlChamal